لو كنت مسئولا في الدفاع المدني لأصدرت قرارا عاجلا بإزالة قضبان الحديد من نوافذ كل البيوت والمدارس سواء رضي أهلها أو لم يرضوا من منطلق حماية الأرواح ولتأكدت بأن مخارج الطوارئ موجودة في الواقع وليس عبر المخاطبات الورقية. ولأصدرت قرارا عاجلا بإقالة كل مسئول فرقة لا يتأكد يوميا من جهوزية آلاته ومعداته وأفراده. ولحددت وزنا معينا لا يتجاوزه رجل الدفاع وإلا يحال إلى التقاعد. ولأشغلت وقت منسوبي الدفاع المدني بالتدريب ثم التدريب. ولجلبت الخبراء والمدربين الأجانب لتدريب المنسوبين الجدد على أحدث طرق الإنقاذ. ولجعلت العمل في الدفاع المدني حلم وتطلع للشباب لكثرة المميزات المادية من بدل خطر وضمانات في الحياة وبعد الممات. ولوفرت إسكانا خاصا لعائلات المنسوبين ومدارس لأولادهم ولجعلت الراتب يظل ساريا مدى الحياة ولا يتحول لراتب تقاعدي لا يفي بمتطلبات الزوجة والأولاد. كثير من الوظائف تعد وظائف على خط النار لأنها تجعل العامل فيها بمواجهة الموت لكن ما يجعل الإقبال عليها يزداد والإخلاص في أدائها يتضاعف هو المميزات والضمانات للموظف وأسرته في حياته ومماته كيف لجندي راتبه خمسة آلاف أن يقتحم الحريق وأطفاله بعده سينتظرون الصدقات؟ ثم إن أساليب الحماية تنوعت وتطورت وآليات الإنقاذ أصبحت تدار في الريموت كنترول من رافعات وخراطيم مياه وأجهزة قص الحديد وغيرها. بل طائرات ومناطيد تنزل من السماء على سطوح المنازل وكاميرات تراقب وتوجه الناس إلى مواقع الأمان. من المهم أن نقدر الجهود المبذولة من جهاز الدفاع المدني ورجاله ولكن الحوادث المتكررة خاصة الاختناقات داخل المنازل تتطلب إعادة النظر والمعالجة السريعة لنقاط الضعف فالأمر متصل بحياة أرواح. ولا يسعني إلا أن أعزي المواطن حمد المشاري الذي فقد زوجته وأبناءه الأربعة في حادث اختناق داخل منزلهم. الثلاثاء الماضي اللهم ارحمهم وثبت أباهم إنك رحيم بعبادك. اللهم آمين. [email protected] Twitter @OFatemah