لقد دخل علينا شهر رمضان المبارك، شهر الخير والإحسان، شهر الطاعة والقرآن، شهر الصيام، شهر الدعاء، شهر العتق من النيران.. فماذا أعددنا لهذا الشهر الفضيل؟ هل أعددنا ما لذّ وطاب من المأكولات والمشروبات؟ أم أننا من الذين يفكرون في استغلال ساعات النهار بالنوم، والاستيقاظ قبل دقائق معدودة من موعد الإفطار، والسهر طيلة الليل مع قائمة من المسلسلات والبرامج التي تعج بها القنوات الفضائية؟ أم من الذين يصرفون أوقاتهم خلال الشهر الفضيل في الأسواق استعداداً لأيام العيد؟ أيام شهر رمضان المبارك لها طعم خاص ونكهة مميزة، أيام لا تتكرر إلا مرة واحدة كل عام، أيام تحمل في طياتها الرحمة والغفران، تُفتح فيها أبواب الجنة وتُغلق أبواب النيران.. فلماذا لا نستغلها بالعمل الصالح والتقرب إلى رب العباد؟ لماذا لا نكون من عتقاء هذا الشهر الفضيل؟ وماذا يمنعنا من إخلاص النية للحصول على الثواب الجزيل؟ ولما لا نتحرى ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر؟ وما الذي يقف في طريقنا ويمنعنا من تحدي أنفسنا والانتصار عليها؟ لما لا ترحم نفسك يا ابن آدم وتتغلب على شهواتها لتصل معها إلى بر الأمان؟ اللهم تقبل منا صيام رمضان، واجعلنا من عتقائه، وأعنّا على صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيك عنا، اللهم سلمنا إلى رمضان، وسلم لنا رمضان، وتسلمه منا متقبلاً، وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين. - الرياض