بالأمس القريب كنا نتبادل التهاني بحلول شهر الخير شهر رمضان المبارك وهانحن بعد أيام نستعد لتوديع هذا الشهر الفضيل. ولكن بين قدومه وأفوله ماذا حدث؟!! هنالك من تقبل الله منه قيامه وصيامه وهنالك من غفر الله له وهنالك من اعتق الله رقبته من الناس وهنالك من تمادى في ضلاله وغفلته وعصيانه ومر به الشهر الكريم مرور الكرام نسأل الله العافية وداعاً يا شهر رمضان، وداعاً يا شهر الخيرات والاحسان، وداعاً يا شهر الخيرات والاحسان، وداعاً يا ضيفنا الراحل مضى كثيرك ولم يبق بين أيدينا منك الا ايام قلائل، ايام تجاوزناها وهي الى الرحيل اقرب من البقاء ولئن قال ابن رجب في لطائفه عند الفراق: يا شهر رمضان ترفق، دموع المحبين تدفق، قلوبهم من ألم الفراق تشقق. عسى وقفة للوداع من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة واقلاع ترقع من الصيام ما تخرّق، عسي منقطع من ركب المقبولين يلحق، عسى أسير الأوزار يُطلق، عسى من استوجب النار يُعتق. آه ثم آه فما أحرانا بتدبر قوله، وفعل يطفىء حرارة الوداع. ايها الأحبة قبل ان تشيعوا ضيفكم الميمون عودوا الى أنفسكم حفظكم الله وتأملوا ماذا قدمتهم بين يديه؟ وما هي الأسرار التي بينكم وبين ربكم في أيام شهركم وسيرحل بها رمضان؟. تحروا ليلة القدر في هذه الأيام الأواخر من هذا الشهر الفضيل أقبلوا عليها حفظكم الله بكل جهودكم وقوتكم واحرصوا على أن تكون ختام شهركم ختاماً حياً مباركاً، تزودوا فيها بالطاعات، واحرصوا على الفريضة مع الامام والله الله ان يشهد عليكم او حتى احد من خلقه تخلفاً عن الجماعة بنوم أو كسل، الزموا النافلة القبلية والبعدية، واحرصوا على اداء صلاة التراويح والقيام مع جموع المسلمين، ولازموا فيها دعاء : (اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني) فهي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين. أكثروا من قراءة القرآن، ونوّعوا في القراءة ما بين حدر وترتيل، ولتكن عنايتكم بالتدبر لآيات القرآن الكريم فإن في ذلك خيراً كثيراً. قوموا برعاية والديكم وقبّلوا رأسهما كل مساء، فإن ذلك من أعظم فرص استغلال شهر رمضان المبارك وصلوا أرحامكم وتعاهدوا جيرانكم فإن ذلك من خلق المسلم وقد أخبر الله عن هذه الليلة انها خير من ألف شهر في كتابه المبين فقال تعالى : (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر). اسأل الله التوفيق والسداد وأن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر الكريم.