العمل الإنساني من أنبل الأعمال وأحبها إلى الله، وديننا الإسلامي دين الرحمة والمودة، ولذا جاءت الآيات والأحاديث النبوية الشريفة الحاثة على بذل المعروف والإحسان إلى الإنسان بل والإحسان إلى كل ذي كبد رطبة، (صنائع المعروف تقي مصارع السوء) مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية تنطلق في أغلبها من هذا المنطلق الأخلاقي النبيل، والقائمين عليها في أغلب أحوالهم يعملون من أجل خير المجتمع وخير الوطن هم في الغالب لا يتقاضون لقاء ما يقومون به أي أجر مادي وإن كان فهو شيء رمزي لا يمكن أن يكون نظير ما يبذلونه من جهد كبير. قلنا في أكثر من مقالة إننا ما زلنا بحاجة إلى المزيد من هذه المؤسسات من أجل أن تكون عوناً لمؤسسات الدولة القائمة ورافداً مهما يعين على تحقيق المعادلة الصعبة في أي من شؤون الإنسان. في مجال الخدمات الاجتماعية المختلفة تنشط بعض المؤسسات وتحقق سبقاً في هذا المضمار يسجل لها بكل فخر وإعجاب، وهي كثيرة ومنتشرة في أنحاء الوطن، منها مؤسسات تسير سيراً مميزاً وتخطو خطوات سريعة في مضمارها، ومنها مؤسسات تخطو خطوة وتكبو أخرى، ويعود سبب هذا التعثر في غالب الأحيان إلى ضعف الموارد المالية، وفي أحياناً أخرى ضعف الموارد البشرية. في الرياض جمعية نوعية أثرها لو قدر لها مزيد من القوة والانتشار سيكون مؤثراً ومحققاً لنتائج كبيرة وعظيمة، جمعية تحاول ترميم ما يتصدع من بناء الأسر قبل أن يخر البيت على ساكنيه وتحدث الفرقة ويكون الشتات للصغير قبل الكبير كما أن لها أثراً جميلاً في رعاية المرأة التي كان قدرها أن تكون مطلقة مثخنة بجراح الفراق ومهمومة بسد حاجتها وحاجة من تعول من أطفال، كما أن هذه الجمعية معنية بتثقيف الفتيات المقبلات على الزواج من أجل أن تكون حياتهن الزوجية مبنية على أسس متينة تفقه مالها وتعلم ما عليها، فيكون الاستقرار الأسري ويسلم المجتمع من شتات مرتقب. هذه الجمعية اتخذت من الآية الكريمة التي تحدثت عن الزوجين وعلاقتهما عنواناً بارزاً لها من أجل رسوخ هذه القيمة الدينية العظيمة، إنها (جمعية مودة للحد من الطلاق وآثاره) تأسست هذه الجمعية عام 1430 ه وبدأت آثارها تظهر للعيان، وإن كانت كما أسلفت تحتاج إلى الكثير من الوقت والكثير من المال لتؤدي رسالتها على الوجه الأكمل، ولكنها بداية موفقة تحتاج من الجميع الوقوف معها ومد يد العون المعنوي والمادي لها ليكون العطاء ويكون الإنجاز الذي نتمناه ونتطلع إليه. إن قضية الطلاق والمطلقات في مجتمعنا باتت من أكثر القضايا تداولاً ومن أكثرها إيلاماً، ولا أعتقد أن الحل يأتي إلا بمثل هذه الجمعيات والمراكز الخيرية التي يقوم عليها نخبة من رجال ونساء المجتمع المهمومون بوطنهم ومواطنيهم. إن ما يحصل من مشاكل زوجية في بدايات الحياة الزوجية ما كان ليكون لو أن ثقافة الشاب والشابة الزوجية ناضجة غير متأثرة بما يبثه الإعلام من مواد تزيف الواقع وتجعل من الحياة الزوجية مسرحاً للخيال العاطفي البعيد كل البعد عن حقيقة هذه العلاقة الإنسانية. (مودة) جمعية تسعى إلى أن تساهم في تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة لدى الشباب والشابات المقبلين على الزواج كما أنها تسعى إلى ترميم العلاقات الزوجية التي تمر بمرحلة ألا استقرار، وفي الجانب الآخر تقوم بمسح دمعة تلك المرأة التي كان قدرها أن تكون مطلقة دامية القلب مكسورة الخاطر. قضايا الشقاق الأسري والطلاق أكثر من أن تقوم بها جمعية واحدة أو جماعة، المسألة كبيرة ومعقدة وتحتاج إلى تعاون كبير من الجميع من أجل أن يتحقق للمجتمع الأمن والأمان الذي ننشده. والمؤسسات الرسمية المعنية بهذا الأمر بكل أسف لا يعول عليها كثيراً. والله المستعان،، [email protected] تويتر: @almajed118