ميّزنا وتميزنا بمزايا عديدة فكانت هذه الأمة المميزة هي آخر الأمم وأفضلها، ومن مزاياها شهر رمضان فميّزنا برمضان لا بالصوم فالصوم قد كتب على من قبلنا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، ويظن البعض أن الفرق بينه وبين بقية الشهور هو في الإمساك فقط، والحق أن لرمضان مزايا عديدة منها: 1- أن كلام الله (القرآن) أنزل في رمضان جملة إلى السماء الدنيا، وكذا كان ابتداء نزوله إلى الأرض في رمضان. 2- وجود الليلة المباركة فيه، وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر (ثلاث وثمانين سنة وستة أشهر) تقريباً. 3- مضاعفة الحسنات إلى أضعاف كثيرة. 4- تصفد الشياطين (شياطين الجن) فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غير رمضان والمعنى أن كيدهم يضعف دون انقطاع وسوستهم. 5- قبول الدعاء وأن رمضان من مواطن الإجابة (للصائم عند فطرة دعوة لا ترد). 6- أن ليالي رمضان أفضل ليالي العام، وبهذا يكون ليل رمضان أفضل من نهاره. 7- العمرة فيه أفضل من العمرة في غيره من الشهور سواءً كانت العمرة في ليله أو نهاره صائماً أو مفطراً، فالعبرة بالشهر لا بالصوم. 8- رمضان نهاية العام وبدايته، لأن الصفحات تطوى في رمضان فينتهي عام ويدخل آخر برمضان. ومن هنا نفهم خطأ من يظن أن الصفحات تطوى في آخر العام الهجري فالوصايا بيننا بالعمل الصالح تكون في آخر رمضان لا آخر العام، حيث تطوى فيه أعمال العام كما أنه الركن الخامس في بعض الروايات. 9- تميّز هذه الأمة بهذا الشهر دون سائر الأمم. هذا ما ظهر لي من مزايا الشهر الكريم ولا شك أن له مزايا غير ما ذكرت. أسأل المولى أن يميّزنا وأن نمتاز عن غيرنا بالصدق والبناء والإصلاح. آمين. فهد بن سليمان بن عبدالله التويجري - المدير العام المساعد لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة القصيم