سوق أبها الرمضاني من الأسواق التي لا تُقام ولا تنتعش إلا في شهر رمضان المبارك فقط، ففي ساعات قليلة تبدأ من بعد صلاة العصر وحتى قبل أذان المغرب وفي مكان واحد يكون الأهالي والمصطافون والزوار على موعد مع هذا الحدث الاقتصادي المهم. يشد مسامعك منذ ولوجك للسوق أصوات الباعة والمتسوقين في حركة مستمرة وصفها محللون اقتصاديون بأنها الأسرع من حيث البيع والشراء فكل ما يُعرض من مواد يلقى رواجاً وفي وقت قياسي لا يتجاوز الثلاث ساعات يومياً طيلة أيام الشهر الكريم. ولم يقتصر السوق على بيع وشراء المأكولات الرمضانية الشعبية فقط, فعلى المستوى الاجتماعي يلتقي فيه الأهل والأصدقاء, ومن لم تلتقه على مدار العام حسب ما وصف لنا المتسوق إبراهيم المالكي ستجده حتماً في سوق أبها الرمضاني, مشيراً إلى أنه من مرتادي السوق بشكل يومي ففيه يجد الراحة والألفة والمحبة وصفاء النفوس. وكانت أمانة منطقة عسير قد خصصت له 120 بسطة في ساحة مصلى العيد بالمشهد يُباع فيه التمور والعسل والخضروات والفواكه والأشجار العطرية والبخور والعديد من المواد المتنوعة وخصصت مكاناً للمتابعة والمراقبة. وأكد البائع فايع العسيري أن عمليات البيع اليومية منذ بداية الشهر حققت إيرادات عالية, مشيراً إلى أنه يقضي وقت فراغه فيما يعود عليه بالنفع المادي من خلال بيع المأكولات التي يكثر الإقبال عليها مثل السمبوسة والحلبة والكبدة, ممتدحاً عملية إعداد الأطعمة من القلي وتجهيز المأكولات التي تجري أمام الزبائن مما يشعرهم بالاطمئنان والارتياح. ولم يقتصر السوق على البيع الرجالي، ففي إحدى زواياه تعرض البائعة أم حسين على النساء المأكولات المعدة منزلياً من الخبز واللحوح والحلبة والخمير وغيرها, مشيرة إلى أن عمليات البيع اليومية تتجاوز 200 ريال في وقت وجيز.. كما يعرض السوق لمرتاديه أنواعاً كثيرة من المأكولات الشعبية التي تتميز بها منطقة عسير ومن أشهرها الحنيذ والسمبوسة والمعجنات والحلبة والجريش وأنواع مختلفة من الحلويات وخبز التنور والخمير والشعير والبر والذرة. وعلى أطراف السوق وفي المداخل والمخارج تقف الدوريات الأمنية لتنظيم السير في حركة انسيابية تامة وسط أجواء جميلة وبصحبة زخات من المطر.