كتب دانييل جوتليب في كتابه الرائع رسائل إلى سام، قصته بعد أن تعرّض للشلل وجاء فيها: عندما أقود ببطء، يفقد الناس خلفي صبرهم وقد يسرع أحدهم بجانبي ليتجاوزني، ثم يطلق آلة التنبيه ويرمقني بنظرة ساخطة ويلوّح بيديه بسخط، وهؤلاء السائقون الساخطون يزيدون أزمة الموقف بالنسبة لي وهو متأزم أصلاً. في يوم ما كنت أقترب من منطقة معروف عن سير الناس فيها بسرعة، خشيت بل ذعرت من ردة فعل ساخطة من السائقين، ففعلت شيئاً لم أفعله منذ 24 عاماً خلال قيادتي الشاحنة، قررت تشغيل أنوار التحذير (المعروف بالرباعي في العالم العربي)، وسرت في الطريق بسرعة 35 ميلاً في الساعة. خمِّن ما حدث؟ لا شيء.. لا أبواق ولا تلويح! لكن لماذا؟ أنوار التحذير قلت للناس «لدي مشكلة هنا، أنا ضعيف وأبذل ما بوسعي» وتفهّم الجميع الوضع وصبر بعض السائقين المستعجلين لشعورهم أنّ مَن أمامهم يعترف بمشكلته.. يعترف بضعفه. «أحياناً تدفعنا المواقف إلى التصرف بقوة وشجاعة حتى عندما لا نشعر بأيٍّ من ذلك، لكن هذه المواقف قليلاً ما تحدث، وكثيراً ما يكون العائد أفضل إن لم تتظاهر بالقوة عندما تشعر بالضعف أو تتظاهر بالشجاعة عندما تكون خائفاً؟»