كان الشارع مملا وانا اقود سيارتي، فالزحمة فيه خانقة ومنظر السيارات وهي متراصة الى جانب بعضها البعض يُشعرك بأن الحياة متوقفة فبالكاد ترى عجلات السيارات تدور لدرجة ان تحول اشارة المرور من لون التوقف للون التأهب انتقالا للون المسير هو ايضا بالكاد نشعر به نحن اللذين نتحرق للوصول إما لأعمالنا او لمنازلنا او لموعد ما. وفي غمرة ذلك تأتي في ذهن كل سائق افكار كثيرة فمنهم من يُنهي مهاتفة عمل بالمحمول او من يقضي الانتظار بمداعبة احد صغاره ومنهم من لا يُفوت هذا الوقت الضائع تقريبا الا ويستثمره في انهاء بعض الاوراق الخاصة بالعمل وهناك من يذهب بفكره بعيدا في هذه الحياة المليئة بالعبر. وفجأة تشعر بالنشوة حين تبدأ السيارة تلو الاخرى بالحركة ولو ببطء يُشعرك انت الجالس خلف مقود سيارتك بالرغبة في ان يكون لك حينها جناحان لتطير مُخلفا وراءك آلافاً ممن يموتون غيظا وسط الزحام ويحترقون في لهيب الانتظار، وبعدما قارب الصبر في داخلي على النفاذ وصلت بسيارتي الى انفراج هذا الحال المرير ولأني بدأت اشعر بإنهيار في اعصابي من طول الانتظار.. اسرعت قبل ان يعود غضب اشارة المرور لتُريني العذاب مرة اخرى في لونها الناري الذي ستقابلني به، وفي لحظة هاربه من كل لحظات الوقت الطويل رمقتني بنظرة تخلو من لون الحياة تنبهني من خلالها بأني سوف لن اجني من سرعتي الى جانب عينها الغاضبه الحمراء الا موتا لا محالة او ندما به لا يُستهان، وكان تنبيهها لي بمثابة عمرا جديدا لي.. بقايا الشهد ليس اللون الأصفر في اشارة المرور هو ما يُنذرنا فقط بإحتمال الخطر القادم من اليمين او اليسار في تلك الشوارع المليئة بالزحام ومن لا يحترم اي قانون في القيادة والالتزام، ولكن هناك مواقف عديدة وسلوكيات كثيرة ممن حولنا تُنبهنا للتوقف واعادة التفكير مرة اخرى وكل ذلك لأخذ الحيطة والحذر،، فعسى ان نكون اشخاصا مُقدرين لكل تنبيه قادم من حولنا بشكل صحيح، وبالتالي نأخذالعظة والعبرة ونكون اشخاصا مسؤولين عما يبذُر منا دائما وبالتالي نشكر الله عز وجل على نعمة الإحساس بالتنبيهات الآتية من كل حدب وصوب. " فهلا نتعلم..؟ " إعلامية سعودية