عن دار الفيصل الثقافية صدر كتاب (الرواية الصينية) تأليف بيرل س.بك ترجمة هاشم بكير الشريف وجاءت في الكتاب: عندما استغرقني التفكير فيما يجب على قوله اليوم بدا لي أنه من الخطأ ألا أتحدث عن الصين فمع أنني أمريكية المولد والأسلاف أبا عن جد إلا أن الرواية الصينية وليست الأمريكية هي التي شكلت جهودي الخاصة في الكتابة. لم تكن الرواية في الصين فنا فقط ولم تكن معتبرة على هذا النحو يوما، وما كان لروائي صيني أن يعد نفسه فنان مبدعا. إن مكان الرواية الصينية وتاريخها وهدفها ومجالها إنما هو في حياة الناس وهو أمر حيوي جداً يفرض أن ينظر إليها بوضوح شديد انطلاقا من هذه الحقيقة الفريدة، إنها حقيقة غريبة عنكم ولا جدال في ذلك فلم تكن سوى ثلة قليلة من الدارسين الغربيين أولئك الذين قدروا الرواية الصينية بنبل كبير. وأما في الصين فإن الرواية والفن كانا دوما متباعدين جداً ولهذا كان الأدب كفن يعد ميزة خاصة وحقا موقوفا على المختصين، إنه فن يضعونه لأنفسهم ويضعونه لبعضهم بعضا وحسب معاييرهم هم ولم يجدوا فيه مكانا للرواية وقد استحوذوا على مكمن القوة، أولئك هم الدارسون الصينيون. إن الروائي الجيد حسبما تعلمت في الصين يجب عليه أن يسمو فوق الآخرين وأن يكون طبيعياً وغير متأثر مرنا ومتغيراً حيث يصبح بأجمعه تحت تصرف المشاعر المتدفقة من خلاله وكل واجبه هو أن يرتب الحياة كما تتدفق من خلاله هو وفي اتساع الزمان والمكان وتجزئهما واكتشاف الترتيب والايقاع في الحدث والشكل الجوهري الأصيل وعليه يجب ألا نتمكن من معرفة من كتبها من خلال القراءة فحسب لأنه إذا استقر أسلوب الروائي وتحدد فإن ذلك الأسلوب يصبح سجنه.