حبا الله مملكتنا الحبيبة برجال مخلصين لم يتوانوا في بذل الغالي والنفيس في خدمة وطنهم وأمتهم، بل سخّروا حياتهم للعمل على تنمية ورفعة هذه البلاد وحفروا أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخ أمتهم، ورسخت أسماؤهم في قلوب الناس قبل عقولهم وذاكرتهم. وفي غمرة الحزن الذي غشي قلوب السعوديين عندما ودّعوا الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - منحهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - أملاً من العزاء للمستقبل عندما ولي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع، هذا الاختيار جاء متناسباً مع ما أراده السعوديون جميعاً، بل وتعدى ذلك إلى ارتياح على كافة المستويات العربية والإقليمية والعالمية. الأمير سلمان بن عبد العزيز شخصية قيادية من الطراز الأول، يمتلك سموه سجلاً حافلاً بالإنجازات وتربطه علاقات قوية وصداقات مع معظم ملوك وقادة وزعماء العالم؛ كل هذا إضافة إلى ما يمتاز به سموه من خبرة سياسية وحنكة ودراية بشتى مناحي العلاقات الدولية والتي ترسخت من خلال موقعه الحساس والمهم في الدولة وعلى مدى عقود من الزمن شهد خلالها العالم أحداثاً جساماً. يعلم القاصي والداني بمكانة الأمير سلمان وعلمه ودرايته. إنه رجل يجمع بين السياسة والثقافة والإدارة. كيف لا وهو أمير إدارة الرياض وراعي نهضتها ومهندس طلتها، إن جاز التعبير، لا يتوانى عن إحقاق الحق ولا يقبل بأنصاف الحلول حتى أصبح سموه الراعي الرمز الذي لا يقبل إلا أن يكون سبّاقاً لرعيته في أداء مهامه، وكل من عمل تحت إمرته شهد له بهذا. إن سموه لا يرتضي إلا أن يكون مؤثراً في تنمية بلده والسهر على أحوال رعيته؛ وذُكر عنه - يحفظه الله - إيمانه الراسخ بأن تنمية الإنسان وتنمية المكان متلازمان لا ينفصلان. إن تجربة الأمير سلمان في قيادة الدولة تجربة عظيمة، فهي تجربة إدارية وإنسانية غرسَ من خلالها سموه الخير في كل مؤسسات المجتمع السعودي من خلال انخراطه شخصياً في مؤسسات المجتمع المدني والكثير من مراكز العمل الخيري. لقد خدمَ الأمير سلمان تاريخ الوطن السعودي بكافة السبل وتحديداً من خلال ترؤسه لمجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز التي هي بمثابة منارة علمية وثقافية ينهل منها المختصون السعوديون وغير السعوديين.. وعلى المستوى الدولي فإن للأمير سلمان مواقف وطنية أصيلة، يشهد له كل متتبع لزياراته الخارجية ويعلم علم اليقين بأن سموه لا يخاف في الحق لومة لائم ولا سيما دفاعه المؤثر عن قضايا الأمة وبحنكة سياسية كبيرة.. ولسموه اهتمام خاص بشئون الجزيرة العربية ويؤمن بأن تاريخ الجزيرة العربية هو تاريخ للعروبة وحضارتها وتطور ثقافتها، ولم يتوان سموه في دعمه لهذا الإيمان من خلال جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، والتي يشرف سموه شخصياً عليها ويكرم أصحابها.. وجهود سموه في عمل الخير والبرّ والإحسان جهود يعجز القلم عن تدوينها رغم أن سموه من الذين لا يودون أن تعلم شمالهم ما أعطت يمينهم إلا أن أعماله تنطق بها مكارمه على كل محتاج وقاصد، وأعمال سموه ما هي إلا تعبير عن صدق إيمانه وعرفانه لله تعالى.. وقد حققت أعماله الخيّرة منافع للناس وترفقاً بمصالح العباد في داخل المملكة وخارجها. إن كل ما عُرف وقيل وما أجمع عليه السعوديون جميعاً على شخص سموه ما هو إلا دليل صدق وبرهان على حب هذا الشعب لوطنه ومليكه وولي عهده الأمين.. ولتكون دلالة هامة على أن مسيرة سموه محل تقدير داخلي وخارجي.. وفقَ الله سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان وسدد على طريق الخير خطاه لما فيه خير لأمته ووطنه ودينه. الأمين العام والرئيس التنفيذي - الغرفة العربية البريطانية