في الفترة الأخيرة أصبحنا نسمع كثيراً عن أهمية المنشآت الصغيرة لاقتصاد أي دولة وعن دورها في القضاء على البطالة. ولا عجب في أن تهتم الدولة ووسائل الإعلام في مثل هذا الأمر، فبحسب إدارة المشاريع الصغيرة الأمريكية، فإن المشاريع الصغيرة خلقت 64% من الوظائف الجديدة في الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ عام 1995، كما أنها توظف 44% من موظفي القطاع الخاص. بعض الجهات الحكومية عبرت عن دعمها لهذه المنشآت، ويبقى السؤال ما نوع هذا الدعم، هل هو «دعم» باللهجة الكويتية أم دعم باللهجة السعودية؟ والواضح أن الدعم الموجود حالياً ما زال كويتي اللهجة، وهو ما يعني الاصطدام بالشيء او «دهسه»، وإن وُجد دعم بمعناه الحقيقي فهو لا يرقى لأهمية هذه المنشآت. وزارة التجارة مشكورة قامت بتسهيل إجراءات التسجيل وتأسيس المؤسسة الفردية ولكن هذا لا يكفي، أول العقبات التي تواجهه المنشأة الصغيرة، بعد أن يتم تسجيلها، هي وزارة العمل ومصلحة الزكاة والدخل والتأمينات الاجتماعية والبلدية والدفاع المدني، بالإضافة الى وجود طلبات غريبة أخرى عند تأسيس بعض المنشآت مثل طلب وزارة الصحة من محلات النظارات أن يحصل صاحبه على شهادة حسن سيرة وسلوك معتمدة من العمدة!!. وعندما تحصل المنشأة على عقد توريد حكومي مهما كان حجمه فإنها لن تستطيع استلام مستحقاتها من دون شهادة سعودة، وشهادة زكاة ودخل وشهادة تأمينات. نجد أن المؤسسة لم يمض على تسجيلها أكثر من خمسة أشهر ولا يوجد بها ولا موظف، ومع ذلك تحتاج هذه الشهادات. ولو أن الشهادة تصدر في وقتها لما اعترضنا، ولكن مراجعة هذه الجهات تحتاج أسابيع. لكي نتمكن من دعم هذه المنشآت يجب أن يتم تذليل العقبات أمامها، وهناك عدة طرق اتبعتها الدول المتقدمة لدعم المنشآت الصغيرة، كما أن هناك طرقاً أخرى يجب أن نتبناها لكي ندعم هذه المنشآت، ومن هذه الطرق: إنشاء حاضنة لشباب الأعمال تساعدهم في البحث عن أفكار وتطويرها الى أن تصبح مشروعاً، تقديم الاستشارات المجانية لأصحاب هذه المنشآت، تسهيل التسجيل وتقليل المتطلبات، إعفاؤهم من شهادة الزكاة والدخل والسعودة لأول ثلاث سنوات، تقديم التمويل وتسهيل إجراءاته، تخصيص 20% من مشاريع الدولة للمنشآت الصغيرة، وهذا ما تفعله بعض قطاعات وزارة الدفاع الأمريكية وذلك بتخصيص 20-30% من مشاريعها فقط للمنشآت الصغيرة. أن تُقيم إدارات المشتريات في قطاعات الدولة اجتماعات دورية للمنشآت الصغيرة والعمل معهم لمساعدتهم وتوعيتهم. دعم المنشآت الصغيرة حاجة ملحة لتطوير اقتصاد البلد والقضاء على البطالة، ويجب أن تتعاون الجهات الحكومية ذات العلاقة لتذليل الصعوبات التي تواجهها تلك المنشآت، وبعد أن يشتد عود هذه المنشآت الصغيرة يأتي دور رد الجميل وذلك بإلزامها بالسعودة. وللمزيد عن الخدمات او الطرق التي يتم بها دعم المنشآت الصغيرة يمكن زيارة موقع إدارة المنشآت الصغيرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية على الرابط www.sba.gov @BawardiK