غالباً ما يحتدم النقاش بين الجمهور المتابع لكرة القدم في السعودية وتختلف لغة الحوار بين مشجع وآخر بحكم الميول والانتماء فهذا يتغنّى بإنجازات فريقه وذلك يتغنّى بالماضي من صولات وجولات قام بها فريقه وكأنه شاهد على العصر قد يتقبل الطرف الآخر بالحوار أن يستمع إلى نقاش من شخص عاصر البطولات ولكن أن يأتي أناس لم يشاهدوا فرقهم تحصل على البطولات سوى مرات قد لا تتعدّى أصابع اليد الواحدة وإن كان فريقه مميزاً قد يبدأ العد على اليد الأخرى لكن حتماً لن يتعدّاها إلا نادراً.. ومن خلال جولة في تاريخ بطولات جميع الأندية السعودية التي اعتلت منصات التتويج وبمقارنتها بأعمار المشجعين تكشفت لنا حقائق مذهلة. فعلى اعتبار أن الإنسان يبدأ التشجيع والتعلّق بفريقه في عمر السابعة وهو العمر المنطقي للتميز ولبداية ميول حقيقة للمشجع. وبعد أن يكون قد أمضى سنة في دراسته الابتدائية وخالط أناسا من غير الأقارب وتبدأ مرحلة تحديد الميول والتحديات والتغني كلاً بناديه. تم البدء بالأعمار تصاعدياً من سن السابعة لمعرفة كم عايش كل مشجع من بطولات مع فريقه بكل سنة يمضيها من عمره وأضيف إلى ذلك أن البطولات هي من تحدد ميول الشخص غالباً نحو فريق ما.. فاتضح أن من هو في عمر السابعة حاليا قد عايش بطولة واحدة للشباب ومثلها للهلال وللأهلي.. ومن في عمره اليوم ثماني سنوات عايش ثلاث بطولات للهلال وبطولتين للأهلي ومثلها للشباب.. وهكذا في مختلف المراحل العمرية.. أما من هم في سن الخامسة عشر فالأرقام تقول: إن المشجع الهلالي عايش ثلاث عشرة بطولة والمشجّع الشبابي عايش ثمانية بطولات، أما مشجعو الأهلي والاتحاد فقد عايشا خمس بطولات لكل ناد.. والمشجع النصراوي يتساوى مع المشجع الاتفاقي بالفرح ببطولة يتيمة فقط. أما في عمر الثالثة والعشرين وهو العمر الذي غالباً ما يختم فيه الشخص حياته الدراسية فنجد أن الهلال أسعد مشجعيه كثيراً بإحدى وثلاثين بطولة زرقاء، ومن ثم المشجع الاتحادي بعشرين بطولة، فالمشجّع الأهلاوي بثلاث عشرة بطولة فالشبابي باثنتي عشرة بطولة، فالنصر بأربع بطولات ثم الاتفاق بثلاث بطولات فقط. وإن قمنا بالتفصيل أكثر سنجد أن أقل المشجعين معايشة للألقاب هو مشجع نادي الوحدة فالأرقام تقول: إن آخر مشجع عايش بطولة مع ناديه الوحدة من المفترض أن عمره الآن أربع وخمسون سنة ومن ثم المشجع القدساوي الذي يبلغ ستة وعشرين عاماً ثم مشجّع نادي الرياض بعمر خمس وعشرين سنة. الجدول التالي يقارن عمر كل مشجع وكم عايش من بطولة مع ناديه ومن خلال هذا الجدول نتمكّن من قراءة الأندية التي استطاعت توسيع قاعدتها الجماهيرية من خلال تحقيقها للبطولات والأندية التي اضمحلت جماهيريتها وتقلصت بابتعادها عن البطولات سنين عديدة: