بهدف توفير (بيئة عمل) مناسبة خصصت إحدى الشركات العملاقة في الخليج (يوماً خارجياً) مع مديرهم التنفيذي بعيداً عن ضغوط العمل وروتينه. الموظفون قاموا خلال ساعات اليوم المفتوح باللعب والفضفضة مع بعضهم البعض ومع مديرهم الذي تعهد بسماع أي رأي أو شكوى أو انتقاد بكل رحابة صدر. المدير (خلع بشته) ولبس (البرمودا والكاب) ليندمج مع موظفيه ويسمع منهم، هذه الشركة تتحدث عن تحقيق أرباح سنوية تقدَّر( بمئات الملايين) من الريالات، والسبب هو ذكاء المدير الذي يقضي في كل (شهرين) يوماً مفتوحاً مع موظفين آخرين من الشركة وبكل مستوياتهم ؟! هل مديرك من هذا النوع بمعنى هل هو (متصالح مع نفسه)؟! إذا قدَّر الله عليك وكنت (موظفاً) ومديرك من النوع (الحمش) و(وجهه مكفهر) ولا يبتسم إلا بالطريقة (الزعلانية المديرية) وهو كثير الصراخ في الهاتف ويشتكي من إهمال الآخرين لمهامهم وأنه يخاف على الصالح العام والخاص و(ما بينهما) أكثر من أي شخص آخر، ويدّعي أنه مصاب بالسكر والإسهال والعصبي والقولون بسبب كثرة اهتمامه بالعمل وتحسّره على تفريط الموظفين وتلاعبهم في وقت العمل وطلب الإجازات والتهرّب من إنجاز أعمالهم، وأنه يتعرّض لمؤامرات من بعض الإدارات والموظفين وأن (بابه مفتوح) للجميع.. يعني من الآخر المدير يعتقد أنه (تمره مقري عليها) إذا كان الأمر كذلك؟! فلا تقلق أبشّرك أنت (موظف طبيعي) وفي المكان الصحيح في دائرة روتينية فمعظم (المدراء) يرددون نفس الكلام وفي كل مكان..! إن الإدارة فلسفة وموهبة وفن لا يتقنها الجميع ولا يفقه صناعتها (المفلسون)، وللأسف إدارة الأجانب مختلفة عن إدارتنا نحن العرب في المجمل، ولعلي أذكر هنا (مثالاً قديماً)، حيث كنا نحضر إحدى المناسبات في (دبي) وقام أحد الزملاء من الأردن بدعوتنا على (منسف) بحضور (المدير العربي) وكانت التعليمات تقضي بوضع (المنسف) على الطاولات، والحرص عند الأكل أمام (المدير) لأنه من النوع (الزعلاني الحساس)..! وقبل أن نبلش بالأكل و(الزلمة) بالنص (راز خشمه) بالبدلة الرسمية (يخزي العين) والكل متصنم حتى لا يتضايق (سعادته)، لنفاجأء بالمدير العام وهو (أجنبي) يدخل (مبتسماً) ويسلّم على الجميع (دون كرافت) وهو يقول (فرصة لا تعوّض) أن أجلس معكم خارج العمل للتو أنهيت عملي، ليبعث الحياة من جديد في (أكيلة المنسف)..! أما مديرنا العربي فقد لمحته فوق (رأسي) يوزع الأطباق على الموظفين بعد أن تخلّى عن الجاكيت ويقول (قطعة اللحم) هاي منيحة كتير ويسألني (طيبة يا زلمة) مش هيك؟! فقلت له: المفروض هيك من بدري..! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]