كان شخصية أمنية بكل ما تعنيه هذه الكلمة لإيمانه العميق رحمه الله بأن مسئولية الأمن عبء يقع على كاهل كل مواطن. إننا نواجه جميعا مرارة فقده ونتجرع قوة الصدمة. جاء في جريدة أم القرى أنه في صباح يوم السبت الموافق 6-8-1362 احتفلت مدرسة الأمراء بختم الأمير نايف للقرآن. لقد قضى على الإرهاب والإرهابيين وأمضى سنين طويلة يمارس عمله الأمني إلى جانب أعماله الأخرى والكثيرة لقد كان مدرسة للأمن استفاد منه أفراد وضباط وكافة منسوبي وزارة الداخلية. إنه رحمه الله ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حريص على متابعة الحج الذي بشرف عليه بنفسه كل عام طيلة عمله بوزارة الداخلية وسعى لراحة الحجاج الذين أتوا إلى المشاعر من كل حدب وصوب. لقد حرص على إيصال التبرعات للمستحقين والحد من استغلالها بشكل اعتباطي. إنه فقيد مجتمعه بل هو فقيد عالمه العربي وعالمه الإسلامي. لقد استطاع تطويع الكلمة بكل مناسبة رسمية يحضرها وله اليد الطولى في تمويل صندوق تنمية الموارد البشرية لبرنامج التوظيف في القطاع الخاص بدعم من الصندوق. لقد انتشل وطنه من أوحال الفتن وأصبح المواطن يتوسد مخاد الأمن في بيته وهو آمن على نفسه وأسرته. مرت أيام ونحن نتجرع الحزن منذ أن تلقينا خبر وفاة الأمير صانع الأمن الذي لا تغيب ابتسامته عن محياه، إن شخصيته متميزة وطبعه التواضع، إننا نودعه بالحزن والدموع. إنه الرجل المحنك الذي وهب حياته ووقته وجهده لخدمة دينه ثم مليكه ووطنه وأمته إنه رمز وطني كبير لديه بعد النظر وحنكة في السياسة وتصريف شؤون الأمن. لقد تقلَّد سموه مناصب كثيرة وهو في ريعان الشباب منذ عام 1371، لسنا هنا بصدد الحديث عن مآثر سموه رحمه الله فاللسان والقلم يعجزان عن تعدادها. لقد اتجه للشباب الذين أرادت القاعدة أن تستخدمهم أدوات للفوضى الفكرية والعقدية، حكمة نايف استطاعت أن تسيطر على الموقف وتنشر الأمن حيث استطاع أن يستوعب هؤلاء الشباب وانتشالهم من الفكر الضال الذين غرسته القاعدة في أذهان هؤلاء الشباب. إنه العملاق الذي التف حوله أبناء الوطن ومحبوه، بالأمس عصفت صروف الزمان بذهاب الفقيد نايف وترك ذكراه خالدة ومحفورة في ذاكرتنا على مر السنين تترجمها أعماله. أيها الأمير العملاق تركت سيرة عطرة تحكيها الأجيال وتحفظها عن ظهر قلب. رحم الله الفقيد نايف بن عبد العزيز آل سعود وتغمده بواسع رحمته. مقدم متقاعد/ أحمد علي الأحمد