بالأمس القريب ودعنا الدكتور محمد حسن مفتي مدير عام برنامج مستشفى قوى الأمن هذا الرجل الذي وقع اختيار سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز عليه فكان اختيار سموه (الرجل المناسب في المكان المناسب) هذا الرجل الذي فقدناه أحسسنا بفقده بالحسرة واللوعة حيث كان من خيرة الناس أدباً وخلقاً ومروءة ووقاراً. أن ما يزيد عظم الكارثة وفداحة الخطب ان يختطفه الموت وهو في ريعان شبابه وفي مقتبل العمر لذلك كان الصبر على فقده من اشق الأمور. ولكن ماذا يجدي الحزن أو يفيد البكاء وهما لا يستطيعان أن يعيد إليه الحياة، وصدق الله العظيم حيث قال: (وإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) وليس للمؤمن القوي الذي ملأ الايمان قلبه اذا امتحن أو ابتلي (إلا بالصبر). رحم الله فقيد الطب الدكتور محمد حسن مفتي الذي حرم المستشفى من العمليات التي كان يجريها لمرضاه في حياته، ولنعزي والدته وزوجته وأبناءه وآل مفتي وأرحامهم وأقرباؤهم وهم معروفون بالتقوى والتسليم بأمر الله. فإن للأقدار أحكاماً لا تجري على نفسية العقول ولا تسير على رغبات النفوس. رحم الله الفقيد الذي انحصرت مهمته في حياته أن يستفيد المواطنون من هذا المستشفى فانطلق من حاضر إلى مستقبل ووضع استراتيجية تضمن لكل مواطن الخدمات الطبية، ارتقى بمواهب الطب وأجهزته الصحية الحديثة ففتح باب المستشفى للخبرات السعودية الطبية فارتفع بنسبة السعودة بما يحقق توجهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز. لقد كان في عمله جاداً ومخلصاً تفاعل مع كل الناس مكتبه مفتوح للجميع مثل قلبه هذه الحقائق الذي شهدها الصغير قبل الكبير في العمليات التي كان يجريها لمرضاه بالمستشفى يتولى بتوجيهات سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز الجزء الايماني في الموظفين وبعظم الامكانيات فارتاح له الموظفون فاحترموه وأدوا واجبهم بأمانة وإخلاص.. يعتبر نفسه دائماً في خدمة المواطن ويقول هذه توجيهات سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حفظه الله والآن بعدما ودعنا السلف وننتظر بفارغ الصبر من سيكون الخلف وهل ترى فيه متحمساً للمحافظة على ما بناه السلف وتطوير المستشفى بما يتماشى مع توجيهات سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي كان ينفذها السلف هل نطمع في تقديم أفضل الخدمات؟؟ إننا نرجو من الخلف أن يكون من أهدافه الوصول إلى إرضاء المواطن والعمل بصفة مستمرة على تطوير هذا المفهوم لدى موظفيه والارتقاء بهم، وتحقيق توجيهات سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ونائبه الأمير محمد حفظهما الله أن يحصل المواطن على مستوى أفضل من الخدمات في هذا المستشفى. ودعاؤنا مخلصين أن يوفق الله الخلف لما يحبه الله ويرضاه ونذكره بقوله تعالى: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}.. وفقنا الله جميعاً لخدمة هذا الوطن...