تعهد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس بأن بلاده ستواصل تركيز الانتباه على ما يجرى في سوريا وستعمل على إنهاء العنف.. وأعرب هيج عن ترحيبه بتقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» الذي صدر في وقت سابق أمس والذي كشف عن مراكز التعذيب في سوريا. وقال هيج إن ما جاء في التقرير «يُوضح فظاعة ما يجرى (في سوريا)... إن حجم الأعمال الوحشية التي ينفذها النظام ضد السكان مروع».. وأعلن هيج أن لندن وشركاءها الدوليين سيعملون ما في وسعهم لتقديم المسئولين عن تلك الأعمال إلى العدالة. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد كشفت في تقرير أمس عن اعتقال عشرات الآلاف من السوريين في شبكة من مراكز التعذيب حيث يتعرضون لسوء المعاملة في «نمط ممنهج في التعذيب» تعتمده الدولة السورية ويمثل «جريمة ضد الإنسانية». وقالت المنظمة إن «عدداً من المعتقلين السابقين والمنشقين تمكنوا من تحديد المواقع، والجهات المسؤولة، وأساليب التعذيب المستخدمة، وفي كثير من الأحيان أسماء القادة المسؤولين عن 27 مركزاً من مراكز الاعتقال تديرها أجهزة المخابرات الرئيسية الأربعة. وتضاف مراكز الاعتقال هذه إلى القواعد العسكرية والملاعب الرياضية والمدارس والمستشفيات المستخدمة لهذه الغاية. وجاء في تقرير المنظمة أن «جميع الأشخاص تقريباً» الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب أو كانوا شهوداً على عمليات تعذيب.. كما انهم أشاروا إلى تعرض موقوفين إلى «الضرب لمدد طويلة وفي كثير من الأحيان باستخدام أدوات كالعصي والأسلاك وتثبيت المعتقلين في أوضاع مجهدة ومؤلمة لمدد طويلة واستخدام الكهرباء، والإحراق بالحامض (الأسيد)، والاعتداء والإذلال الجنسي، وانتزاع الأظافر، والإعدام الوهمي». إلى ذلك, اعتبر مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية المشترك إلى سوريا كوفي أتان أنه من الضروري وقف إطلاق النار في سوريا للتمكن من بدء الانتقال السياسي حسبما أعلن المتحدث باسمه أمس الثلاثاء في جنيف. وقال أحمد فوزي خلال لقاء صحافي حول الاتفاق الذي تم التوصل إليه السبت في جنيف: «من الضروري التوصل إلى وقف لإطلاق النار». وأضاف فوزي إن الاتفاق الوزاري حول سوريا الذي توسط فيه عنان يوم السبت يمثل تحوُّلاً في موقف كل من الصين وروسيا. من جهته, اعتبر السفير الفرنسي في الأممالمتحدة جيرار ارو مساء الاثنين أنه سيكون على مجلس الأمن الدولي أن يخفض وحتى أن ينهي مهمة المراقبين الدوليين في سوريا إذا لم تطلق السلطة والمعارضة بسرعة عملية انتقالية سياسية. وقال ارو للصحافيين: «إذا لم تحصل عملية انتقالية سياسية، لن يكون في إمكاننا الاكتفاء بترك المراقبين في مكانهم». بدوره, قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن روسيا لن ترسل ممثلاً لها لاجتماع أصدقاء سوريا المقرر عقده في باريس يوم الجمعة.. وقال فابيوس بعد اجتماعه مع نظيره الألماني جيدو فسترفيله: «وجهت الدعوة لروسيا.. وقد أبلغت أنها لا ترغب في المشاركة وهو أمر ليس مستغرباً.» وعلى الصعيد الميداني, تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في مناطق سورية عدة أمس الثلاثاء وتركزت في ريف دمشق وحمص ودرعا، ما أدى إلى مقتل اثني عشر شخصاً على الأقل، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. وأوضحت المصادر أن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في ساحة الحرية والشارع العام ومنطقة حي الصناعة في مدينة دير الزور، ما أسفر، بحسب معلومات أولية، عن مقتل أربعة عناصر من القوات النظامية.. وقال المرصد إن فتى قُتل في من حي القصور في المدينة برصاص قناص. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «125» عائلة نزحت من دير الزور وأريافها ووصلت ليلاً إلى مدينة الحسكة هرباً من «الحملة العسكرية المستمرة» على مناطقها. وفي محافظة درعا، تعرضت منطقة اللجاة بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء لقصف عنيف من القوات النظامية، ما أدى إلى مقتل خمسة مواطنين في قرية صور.. ووقعت اشتباكات فجراً في مدينة درعا أسفرت عن سقوط جرحى وانشقاق عدد من العساكر. وفي محافظة حلب (شمال)، ذكرت لجان التنسيق أن بلدة اعزاز تتعرض لقصف عنيف بالصواريخ وقذائف الهاون.. وأكد المرصد حصول اشتباكات صباح أمس بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي العسالي في دمشق.