شهدت مناطق عدة في سورية تصاعدا في أعمال العنف أمس، وتكبدت القوات النظامية الخسائر الأكبر منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل ثلاثة أسابيع. وأسفرت الاشتبكات في ريفي حلب ودمشق عن مقتل 21 من القوات النظامية وعنصرين منشقين. ففي ريف حلب قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان "قتل 15 من قوات الأمن السورية بينهم ضابطان كبيران برتبة عقيد و13 من عناصر الأمن وذلك إثر كمين نصب لهم على طريق بلدة الراعي". وفي ريف دمشق "استشهد مواطنان برصاص القوات النظامية السورية عندما كانا في حافلة صغيرة بمدينة داريا التي شهدت اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل أول من أمس أصيب خلالها خمسة من قوات الأمن السورية بجراح". كما دارت اشتباكات عنيفة في مدينة حرستا ليل أول من أمس، واستمرت بين القوات النظامية من جهة، وجنود انشقوا عنها ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة من جهة أخرى أسفرت عن مقتل ستة جنود نظاميين، بحسب المرصد. ونفذت قوات الأمن السورية حملة مداهمات واعتقالات في حرستا والزبداني، وانتشارا أمنيا وعسكريا في بلدتي سقبا وكفربطنا. وفي محافظة دير الزور أفاد المرصد بتعرض قرية الدحلة لقصف القوات النظامية، فيما تعرضت مدينة القورية لحملة اعتقال ومداهمات وحرق لمنازل بعض النشطاء. وفي درعا قتل مواطن بنيران القوات النظامية في منطقة اللجاة، فيما سمع صوت إطلاق رصاص كثيف في داعل. وفي سياق متصل اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أمس السلطات السورية بارتكاب "جرائم حرب" في محافظة إدلب، متحدثة عن قيامها بقتل 95 شخصا وإحراق وتدمير مئات المنازل في عملية عسكرية سبقت دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 12 أبريل الماضي. وجرت هذه العملية العسكرية بين 22 مارس و6 أبريل "فيما كان مبعوث الأممالمتحدة الخاص كوفي عنان يتفاوض مع الحكومة السورية على وقف القتال"، بحسب ما جاء في بيان المنظمة. وذكرت المنظمة في تقريرها الذي حمل عنوان "احرقوا قلبي: جرائم حرب في شمالي إدلب أثناء مفاوضات خطة السلام" إنها ارتكزت على "بحوث ميدانية في بلدات تفتناز وسراقب وسمرين وكللي وحزانو". وجاء في التقرير "بينما كان الدبلوماسيون يناقشون تفاصيل خطة عنان، كانت الدبابات والمروحيات السورية تهاجم بلدات إدلب واحدة تلو الأخرى". وقالت نائبة مدير قسم البرامج وقسم الطوارئ في "هيومن رايتس" آنا نيستات في التقرير "أينما ذهبنا كنا نرى البيوت والمتاجر والسيارات المحترقة والمدمرة، وسمعنا شهادات الناس عن أقاربهم القتلى، وكأن القوات الحكومية السورية تستغل كل دقيقة متاحة لها قبل وقف إطلاق النار، في إلحاق الأذى بالناس".