عندما يلتقي المنتخب الألماني ونظيره الإيطالي اليوم الخميس بالعاصمة البولندية وارسو في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو)2012 المقامة ببولندا وأوكرانيا، سيسعى كل فريق إلى فرض أسلوبه في اللعب والتفوق في الناحية الهجومية بدلاً من الحذر الدفاعي. ويتطلَّع المنتخب الألماني، بطل أوروبا ثلاث مرات، إلى التأهل لنهائي البطولة الأوروبية للمرة الثانية على التوالي ولكن لكي يحقِّق ذلك يجب أن يتغلب على منتخب لم يسبق له الفوز عليه في أي بطولة رسمية. كان المنتخب الألماني وصل إلى نهائي يورو 2008 في النمسا وسويسرا لكنه خسر أمام نظيره الإسباني. وتعيد مباراة الغد ذكريات المواجهة التي جمعت بين المنتخبين الألماني والإيطالي في الدور قبل النهائي لكأس العالم 2006م بألمانيا التي انتهت بفوز المنتخب الإيطالي (الأزوري) صفر- 2 في مدينة دورتموند، قبل أن تتوج إيطاليا باللقب في نهاية المطاف. وباتت تلك المباراة شيئًا من الماضي بالنسبة ليواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني الذي يتأهب لمباراة صعبة أمام فريق إيطاليا الذي يدربه المدير الفني تشيزاري برانديللي، الذي أظهر مرونة تكتيكية وإبداعًا هائلاً خلال البطولة الحالية. وقال لوف الذي كان مساعدًا للمدير الفني يورجن كلينسمان عندما خسر المنتخب الألماني في الدور قبل النهائي لمونديال 2006م «مبدأ الثأر ليس موجودًا في كرة القدم. إنه (الهزيمة أمام إيطاليا) شيء قد انتهى. والماضي لا يعني شيئًا بالنسبة لنا. وقد اكتملت صفوف المنتخب الألماني بعد استعادة باستيان شفاينشتايجر لياقته، وسيجري لوف التغييرات التي يمكن للفريق من خلالها التعامل بشكل جيد مع أي من طريقتي لعب المنتخب الإيطالي، سواء 3-5-2 أو 4-4-2. كان لوف دفع بثلاثي هجوم مختلف في مباراة دور الثمانية التي انتهت بالفوز على اليونان 2-4، حيث أشرك ميروسلاف كلوزه وماركو ريوس وأندري شورله، لكنه ربَّما يشرك مجددًا ماريو جوميز وتوماس مولر ولوكاس بودولسكي في مباراة الغد أمام إيطاليا. وقال لوف: «أعتقد أن الإيطاليين أفضل من غيرهم فيما يتعلق بتغيير طريقة اللعب دون تراجع الكفاءة. وأضاف «لقد اعتادوا ذلك في الدوري الإيطالي. ونحن ننتظر ذلك. ولكن هذا جزء بسيط من الخطط. نريد فرض إيقاع لعبنا على منافسنا الإيطالي. نرغب في أن نتقدم ونجبر الفريق الإيطالي على التعامل مع طريقة لعبنا». أما المنتخب الإيطالي فيواجه مشكلات تتعلق بإصابة لاعب خطّ الوسط دانيلي دي روسي والمدافعين إجناسيو أباتي وجيورجيو كيليني، حيث يخضع اللاعبون الثلاثة لعلاج طبيعي مكثف. وتعرض كيليني 27 عامًا لإصابة في عضلات الساق خلال مباراة المنتخب الإيطالي أمام نظيره الايرلندي في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الثالثة بالبطولة الأوروبية، وغاب عن مباراة دور الثمانية أمام المنتخب الإنجليزي الأحد الماضي. ويتمنى برانديللي عودة كيليني، وخصوصًا أن خطّ الدفاع يفتقد جهود كريستيان ماجيو الموقوف وكذلك أباتي الذي يعاني من تمزق عضلي. وإلى جانب الشكوك التي تحوم حول إمكانية مشاركة بعض اللاعبين، أبدي المنتخب الإيطالي تذمره من أن فترة استعداده للمباراة كانت أقصر بيومين من الفترة التي أتيحت أمام منافسه الألماني. وقال صانع الألعاب أندريا بيرلو، الذي كان ضمن صفوف المنتخب الإيطالي الفائز على نظيره الألماني في مونديال 2006م، أن المنتخب الإيطالي يتطلَّع إلى التتويج بلقب البطولة الأوروبية للمرة الثانية في تاريخه، حيث كانت إيطاليا قد فازت بالبطولة مرة واحدة سابق في عام 1968. وقال بيرلو أمس الأول الثلاثاء: «المنتخب الألماني يخشانا، لأنّه ينظر إلى هزائمه في الماضي. ونحن نعرف أننا يمكننا الفوز عليه». وأضاف «استعدادنا للمباراة ليس مختلفًا لأنّ رغبة المنتخب الإيطالي في الفوز لا تختلف من مباراة لأخرى. نود أن نستفيد من كفاءاتنا والفنيات التي يتمتع بها اللاعبون. هذه هي الطريقة الوحيدة. يمكن للمنتخب الألماني تشكيل خطورة كبيرة على دفاعنا، بخلاف ما كان الحال عليه أمام إنجلترا. كان المنتخبان الإيطالي والألماني التقيا في 30 مرة سابقة حقق خلالها الازوري 14 انتصارًا مقابل سبعة انتصارات للماكينا. ولكن المنتخب الألماني سيتسلح بالثقة في مباراة الغد بعدما حقق 15 انتصارًا متتاليًا في البطولات الرسمية.