افرض وأنت في سفر أنّ عطلاً حدث في الطائرة واحترقت بسببه! وافرض وأنت تغادر منزلك أنك تعثّرت فسقطت وأصبت بكسر في عمودك الفقري وافرض وأنت تتناول طعام الغداء يأتيك اتصال يفيدك بوفاة أحد إخوانك بحادث سير وافرض أنّ الأخبار تواردت عليك مفيدة بأنّ البنك الذي تتعامل معه قد أفلس فذهبت معه كل مدّخراتك وافرض وأنت في عملك تأتيك إفادة بنقلك إلى منطقة نائية أو قرار فصلك! وافرض وأنت جالس لإجراء فحوصات روتينية تكتشف وجود ورم في الدماغ! وافرض وأنت جالس في سلام مع أسرتك وإذا بعصابة سطو مسلّح تقتحم عليك منزلك وتروّعكم وتسرق كل ما في بيتك. وافرض وأنت نائم في فراشك تشم رائحة حريق قد اندلع في مطبخك ثم يأتي على كل بيتك. وافرض وأنت في مشوار شخصي تفاجأ بعد نزولك لقضاء حاجة بسرقة سيارتك. وافرض أنّ ابنك عند عودته من المدرسة يتعرّض لعملية خطف! وافرض أنّ أحد أفراد أسرتك «زوجة أو ابن» أصيب بمرض نفسي فأحال حياتك لشقاء! ) وقفة وتأمُّل! لعلّك أيّها العزيز بعد قراءة تلك الاحتمالات قد أُصبت برعب وخوف وقلق، وما كان هذا قصدي من كتابة هذا المقال، إنما قصدت تنبيهك وإيقاظ حواسك تجاه أمور ربما ذهلت عنها أو عددت غيابها من المسلّمات! والمشاهد أعلاه لم يكتبها قلم قاص ولم يخترعها ذو خيال، إنما هي وقائع ومشاهد وأحداث تقع على مدار اللحظة هنا وهناك ولا تُعَد نادرة الحدوث ولا مستحيلة الوقوع، وقد رعاك الله وحماك ووهبك ما سلب من غيرك! ) لا تكن منهم! هل أنت ممن يمدّ العين لمن فوقه وفي حالة دائمة من السخط والشكوى؟ هل أنت ممن يستهين بالنِّعمة ولا يقدّر ما وُهب ولا يثمّن ما اُعطي ومُنح؟ هل أنت ممن لا يقرّ بفضل الله عليه ولسان حاله: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)!؟ هل أنت ممن يستطيل ويستقوي بنعم الله على خلقه ويظلمهم أو يزدريهم؟ ) همسة! من ظنّ أنّ ما يتقلّب بين أعطافه من نعيم ونعمة أمرٌ لازم مُسلّم به فقد وهم... فقط تأمّل وانظر فيمن حولك، كم سُلبت منهم من نعم أكرمك الله بها؟ ولو نظرنا اليوم إلى كثير ممن هم حولنا، لوجدنا أننا في نعمة لا يعلم بعظمها إلاّ الله، ولكن أكثر الناس لا يشكرون. فلله الحمد من قبل ومن بعد، وله الشكر والعرفان، على جزيل نعمه، وعظيم مننه. ومضة قلم: من أضاعَ الشُكر فقد خاطر بالنعمةِ.! [email protected]