واصلت القوات السورية أمس الخميس قمعها الدامي ضد المدنيين في أنحاء البلاد, مما أدى إلى مقتل 22 شخصاً بينهم عشرة في محافظة حمص بينما تنفذ القوات النظامية حملة مداهمات في أحد أحياء دمشق، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان إن عدد القتلى في محافظة حمص ارتفع إلى عشرة منهم خمسة في مدينة حمص، بينهم عسكري منشق، بالإضافة إلى اثنين من المقاتلين المعارضين للنظام واثنين من المنشقين في مدينة الرستن. ولفت البيان إلى أن مدينة الرستن «تتعرض لقصف عنيف من قِبل القوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات الحوامة وقذائف الهاون مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى في صفوف مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة». واتهم المرصد المراقبين الدوليين ب «الصمت» مشيراً إلى أنهم «لا يتحركون إلا بعد أن تسقط المدن بيد القوات النظامية مثلما حدث في مدينة الحفة بريف اللاذقية». من جهتها, قالت متحدثة باسم الأممالمتحدة إن قافلة مراقبي المنظمة الدولية وصلت إلى بلدة الحفة السورية بعد يومين من اضطرار المراقبين إلى العودة أدراجهم والابتعاد عن المنطقة التي شهدت اشتباكات بسبب هجمات قام بها سكان غاضبون.. وقالت سوزان جوشن في رسالة بالبريد الإلكتروني «دخل مراقبونا الحفة.» وفي محافظة درعا «لا تزال منطقة اللجاة تتعرض إلى قصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام»، مما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين. ونقل المرصد عن ناشدين أن «القوات النظامية تنفذ انتشاراً في حي العسال بدمشق يترافق مع حملة مداهمات». وفي محافظة حماة، قُتل ثلاثة عناصر من الأمن السوري إثر اشتباك بين دورية أمنية ومقاتلين من كتيبة أبو العلمين الثائرة المقاتلة في المنطقة الواقعة بين بلدة حيالين والجلمة، كما قتل ضابط برتبة رائد وعسكري من القوات النظامية أُصيب آخرون بجراح إثر انفجار لغم بقافلة عسكرية في المنطقة نفسها. وقتلت طفلة في بلدة حيالين إثر إطلاق رصاص عشوائي من قِبل القوات النظامية. وفي محافظة ريف دمشق، قُتل مواطن وأصيب آخرون إثر إطلاق رصاص من قبل القوات النظامية السورية في حي الحميرة بمدينة دوما التي استهدفت بعدد من القذائف. وفي ضواحي دمشق، فجَّر انتحاري سيارة صباح أمس في منطقة السيدة زينب الواقعة في ريف دمشق استهدف أحد المباني الأمنية، ما أسفر عن مقتل منفذها وإصابة 14 شخصاً بجراح، بحسب مصادر رسمية. وفي إدلب، انفجرت سيارة مفخخة صباح أمس استهدفت حاجزاً للقوات النظامية وسقط عناصر الحاجز بين قتيل وجريح. وقُتل 14476 شخصاً نتيجة أعمال العنف في سوريا منذ بدء الثورة منذ نحو 15 شهراً, بينهم 2302 سقطوا خلال الشهر الأخير. إلى ذلك, قالت منظمة العفو الدولية أمس الخميس إن قوات الحكومة السورية تقوم بقتل المدنيين في هجمات منظمة على بلدات وقرى فيما يصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية.. وقدمت المنظمة أدلة من أكثر من 20 موقعاً في شمال غرب سوريا. وكررت المنظمة دعوتها لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإحالة ملف سوريا إلى ممثل الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية وفرض حظر أسلحة على دمشق. ويُضاف ما توصلت إليه منظمة العفو الدولية ويقع في تقرير من 70 صفحة إلى تقارير بشأن مذابح في أماكن أخرى بسوريا. وزار باحثون تابعون لمنظمة العفو الدولية 23 بلدة وقرية في محافظتي حلب وإدلب بين شهري أبريل ومايو وأجروا مقابلات مع أكثر من 200 شخص بينهم كثيرون قتل أقارب لهم أو دمرت منازلهم. وقالت دوناتيلا روفيرا وهي مستشارة لمنظمة العفو للتلفزيون إنها توصلت إلى نماذج متكررة من الوحشية ضد المدنيين خلال شهرين من زيارات بدون تصريح إلى شمال غرب سوريا. ورغم القمع الدموي الذي تمارسه قوات الأسد, أعلنت الصين أمس معارضتها فرض عقوبات «منحازة» على سوريا، بعدما تحدثت فرنسا عن إمكان فرض تدابير عقابية جديدة ضد النظام السوري. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وايمين بشأن اقتراح فابيوس إن «الصين تعارض العقوبات المنحازة والضغوط».. وجدد ليو دعم الصين، لخطة النقاط الست التي قدمها كوفي عنان.