أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة والحقيقة أن حياتي حياة تعيسة لم أوفق في دراستي، وعلاقتي بالآخرين ليست جيدة إضافة إلى الزواج الذي لم يفتح الباب لي ولم يتقدم لي أحد، أعيش عزلة رهيبة وكآبة لا يعلمها إلا الله: فما الحل؟ ولك سائلتي الفاضلة الرد: - أختي الكريمة مشكلتك الحقيقية هي النظرة الدونية للنفس ولَّد ضعف ثقة وتلك الأفكار بدأت صغيرة وازدادت نمواً بعدما وجدت بيئة مناسبة داخلك حتى ترسخت في عقلك اللاوعي مما جعلك تعززين أي إخفاق يرد في حياتك ولا تلقين بالاً لأي إنجاز يتحقق. كل إنسان لا بد أن يمر بحالات فشل ونجاح، إقبال وإدبار، لكن العاقل هو من يعزز جوانب النجاحات في حياته ويستفيد إيجاباً من مواطن الإخفاق! كم هو جميل أن ننظر للأمور عموماً جيدها وسقيمها نظرة إيجابية فليس هناك شر محض في هذه الدنيا. استدراك ما فات الحياة متيسر للجميع ولا يتعلق بعمر معين وأنتِ أختي الكريمة مازلتِ في زهرة شبابك ونعرف من الواقع أشخاصاً نهضوا من كبواتهم وهم في أعمار تكاد تكون ضعف عمرك.. إن الأفكار السلبية تكبر متى ما هيأنا لها البيئة المناسبة وتعاهدناها بالتفكير السلبي.. إليكِ بعض النصائح أختي الكريمة وستجدين نفسك قد استحلتِ إنسانة أخرى وبالله التوفيق: أ - لا تدعي تلك الأفكار تتملككِ حتى لو كانت حياتك منتهى الفشل ما بالك وأنت تملكين سجلاً من الإنجازات مشرفاً. ب - عليك أختي الكريمة مقاومة تلك الأفكار لحظة وجودها باستدعاء مشاعر ثقة واستصحاب مواقف وإنجازات تفتخرين بها. ث - ليس بالضرورة أن تزول جميع الأفكار، بل ربما يبقى بعضها ويزورك بعضها الآخر فلا تيأسي واستمري في معالجتها.. فستزول تدريجياً. ج - تحدثي مع ذاتك بحديث إيجابي بأنك إنسانة صاحبة قدرات، وأن مستقبلك مشرق وأنك سترزقين بزوج ناجح وتذكري قول الحق في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء). ح - ارفقي بنفسك قليلاً ولا تمارسي دور الجلاد على ذاتك الرائعة بمفردات أنا فاشلة، أنا حظي سيئ، أنا غير ناجحة وغيرها من الجمل السلبية الخطيرة. ط - كثير منا يصف نفسه بصفات التعاسة وقلة الحظ حتى لا يجهد نفسه ولا يتحمل تبعات العمل من صبر وتضحيات. ي - وقبل هذا عليك بمن يجيب المضطر إذا دعاه، التزمي الدعاء وداومي عليه؛ فهو الذي بيديه مفاتيح الفرج سائلاً المولى لك بحياة هانئة سعيدة وزوج صالح. شعاع: العقل كالحديقة، إما أن تنمو فيها الأزهار الجميلة، أو الأعشاب الضارة.