منذ سبع سنوات كان الشعب السعودي مع لحظة وطنية تاريخية تمثلت في بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على السمع والطاعة والإخلاص والولاء في السراء والضراء وعلى امتداد تلك السنوات كان الوطن يزهو شموخاً وازدهاراً ويخطو إلى المستقبل بكل ثبات وعزيمة حتى شكلت السنوات السبع الماضية علامة بارز ومضيئة في تاريخ الوطن في ظل رؤية إستراتيجية وتطويرية وإصلاحية تبناها خادم الحرمين الشريفين وعمل على تفعيلها وتهدف إلى بناء الوطن والمواطن على أسس علمية وتنموية تمتد إلى مختلف جوانب الحياة وتجعل مسيرة العمل الوطني تتسارع بخطى ثابتة التقدم والارتقاء إلى مصاف الدول المتطورة، وهذه الرؤية تعتمد على مجموعة من الثوابت والقيم الراسخة قامت عليها المملكة منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وسار عليها أبناؤه الكرام من بعده، وهذه الثوابت والقيم تنطلق من مقاصد الشريعة الإسلامية في ظل عزيمة وإخلاص في خدمة الوطن والنية الصادقة في حب الخير لجميع أبناء هذا الوطن الغالي. لقد بدأ خادم الحرمين الشريفين عهده الميمون بخطاب البيعة الذي جاء فيه (أعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً والإسلام منهجاً وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة، ثم أتوجه إليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة ولا تبخلوا عليّ بالنصح والدعاء). حيث أسس هذا الخطاب لثقافة متميزة في علاقة الحاكم بالمواطن يهتدي بها الجميع لخدمة الوطن والمواطن وتشكل بنفس الوقت حافزاً وطنياً قوياً يسهم في تأصيل القوة والمنعة لوطننا الحبيب، كما أكد الخطاب على أولويات وثوابت في رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أهمها رفع المستوى المعيشي للمواطن والحفاظ على أمن الوطن والمواطن حيث ساهمت هذه الأولويات والثوابت في ترسيخ مفهوم الولاء والانتماء للوطن. إن الخطوات التطويرية والنهضة التنموية التي شهدتها المملكة تكرست من خلال المشروعات الاقتصادية العملاقة وخاصة إحداث المدن الاقتصادية الكبرى في مختلف مناطق المملكة لتكون محطات بناء وإنتاج وتنمية ترفد اقتصاد الوطن وتعزز المكانة الاقتصادية الدولية التي نفخر بها، وكذلك فإن تطوير التعليم من خلال إحداث عشرات الجامعات ذات المستوى العالي في مختلف مناطق المملكة سيسهم بصورة كبيرة في النهضة التعليمية ويرتقي بمخرجات التعليم العالي ويسهم في بناء الوطن ورفد مختلف القطاعات بكوادر علمية سعودية ذات مستوى علمي وعملي متميز، وفي نفس السياق يأتي برنامج الابتعاث الذي شمل نحو مائة ألف شاب وشابة من أبناء الوطن كنقلة نوعية على الصعيد الوطني ومساهمة متميزة على طريق بناء الإنسان السعودي ليكون فاعلاً في بناء الوطن محملاً بأفضل أنواع العلوم والمعرفة والثقافة. وقد سعى خادم الحرمين الشريفين منذ توليه للحكم إلى تحقيق الرفاهية وأسس العيش الرغيد لكل أبناء الوطن من خلال تنمية المجتمع وتعزيز عدالة هذه التنمية بين مختلف المناطق حيث انعكست القرارات الاقتصادية على الحياة المعيشية للمواطن وجاءت المنجزات التنموية على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية والصحية والعلمية محطات مضيئة في مسيرة التنمية بدءا من عشرات الجامعات والهيئات العلمية والتعليمية في مختلف مناطق المملكة إلى المدن الصناعية والاقتصادية الشامخة وغيرها من المنجزات الرائدة. ولم يغب عن رؤية خادم الحرمين الشريفين منذ توليه الحكم الاهتمام على الصعيد الداخلي بإطلاق برنامج الحوار الوطني الذي جاء كحاجة وطنية وصورة من صور التلاقي والتلاحم والتآلف بين أبناء الوطن بمختلف أفكارهم واهتماماتهم وكذلك على الصعيد الخارجي شكلت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حول حوار الأديان والثقافات والحضارات سابقة على الصعيد العالمي وخطوة إلى الأمام لتعزيز الحوار مع الآخر وتفعيل مبادئ الاحترام والتسامح بين الجميع وخاصة مع افتتاح خادم الحرمين لمؤتمر حوار الأديان في مرحلته الثالثة أثناء اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة في دورتها لعام 2008م حيث لاقت من الاهتمام والتأييد الدولي سواء من الحكومات والمنظمات والشخصيات المهمة ما جعلها خطوة تسجل بكل فخر واعتزاز للمملكة وتساهم في تغيير الصورة النمطية السلبية للإسلام والعرب. ومما لا شك فيه أن ترسيخ الحكم وإحقاق الحق وإرساء العدالة الذي سعى إليه وكرّسه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في ظل أمن مستتب توضح من خلال مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية وسيادة النظام وتكريس العدل، وهي من أهم المبادئ التي نادى بها في خطاب البيعة وتحققت في الممارسة والتطبيق، حيث جاءت الخطوة التاريخية في إحداث هيئة مكافحة الفساد لتدلل على العزيمة الكبيرة التي يتحلى بها المليك لجهة تفعيل مسيرة الإصلاح التي تبناها وسعى في طريقها مما عزز من سيادة قيم النزاهة والأمانة ومحاربة الفساد وتطبيق مبدأ المكافأة والعقوبة، وهذا النهج يؤسس لحقبة جديدة في مكافحة الفساد المالي والإداري الذي يتماشى مع مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز مرفق القضاء الذي تم تخصيص ميزانية ضخمة، وكذلك تعززت هذه الرؤية في إصدار نظامي القضاء وديوان المظالم الجديدين والإيعاز بتطوير بقية الأنظمة التي تشكل أهم صور وضمانات تحقيق العدالة. كذلك حظيت المرأة بكثير من الاهتمام من قبل خادم الحرمين الشريفين حيث تعززت مشاركتها في تنمية الوطن من خلال تكريس دورها في المشاركة السياسية من خلال مشاركتها في مجلس الشورى وفي الانتخابات البلدية اعتباراً من الدورة القادمة فضلاً عن افتتاح جامعة الأميرة نورة بوصفها أكبر جامعة نسائية في العالم. إن احتفالات الوطن بالذكرى السابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تعتبر بكل صدق ومحبة عن ثقة هذا الشعب بمليكه الغالي وبالقيادة الحكيمة لهذا الوطن الذي نفخر به جميعاً وتؤكد على التلاحم الوطني الرائع كل ربيع بعد ربيع وكل يوم بين القيادة والشعب في ظل مشاعر الولاء والانتماء التي تحمي الوطن وترسخ استقراره، تحت ظل حكومتنا الرشيدة فهنيئاً للوطن بذكرى بيعة قائد الوطن أطال الله في عمره وحفظ الله وطننا رغيداً وعصياً على الأعداء والفتن.