إنّ تقليد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - ميدالية اليونسكو الذهبية، اعترافٌ عالمي بجهود الملك عبد الله الحثيثة في السلام، وتعزيز ثقافة الحوار في الداخل والخارج، وسعيه - رعاه الله - إلى توسيع دائرة الحوار بين الحضارات واتباع الديانات... يأتي هذا التكريم للمليك عبد الله، ليؤكد أنه ينطلق من ثوابت أساسها تعاليم الإسلام المتمثلة في القرآن الكريم وسنّة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتأكيداً للإرث الحضاري العربي الذي ينطلق من سجل حضاري عريق يقوم على نبذ العنف والسعي للحوار والسلام.... إنّ اليونسكو الممثلة للثقافة بالنسبة لشعوب العالم قاطبة، وهي تقلِّد المليك ميدالية الاستحقاق الذهبية، لتعد ذلك اعترافاً منها ومن الشعوب الممثلة لها، بجهوده - يحفظه الله - في إيجاد روح التسامح وبث ثقافته السامية، والعمل على تفعيل الحوار بين الشعوب وتقديم السِّلم وتفضيله على الحرب. لقد عمل الملك عبد الله خلال تاريخه الحافل والناصع بالإنجازات المحلية والعالمية، على تعزيز ثقافة الحوار بين المجتمع الواحد والمجتمعات الأخرى، وعزّز هذا النهج في كل مناسبة يشرِّفها ويتحدث فيها، وسار بهذا النهج قُدماً، في وقت كانت تعمل فيه بعض الكتل المختلفة على إشعال الحروب، وإذكائها لتصبح لغة الحرب والدمار والخراب، هي اللغة التي ترغب زرعها تلك الكتل!!، ولكن صوت الملك عبد الله ما برح يعلو بالمطالبة بالعودة إلى طاولات الحوار والانفتاح على الآخر... إنّ إصرار المليك على هذا النهج أجبر الآخرين على قبول مبدأ الحوار والنقاش، والانفتاح على حضارات الآخرين واحترام ثقافاتهم...، وهذا ما حدا بمنظمة علمية (كاليونسكو) أن تقدِّر لخادم الحرمين الشريفين هذه المساعي، وتلك الجهود وتقف إجلالاً أمامها، وبالتالي سعت لتقليده ميدالية اليونسكو الذهبية، وهذا يُعَد تقديراً من هذه المنظمة العالمية التي تمثل شعوب العالم، بالدور الكبير الذي بذله الملك عبد الله في تعزيز هذه الثقافة، وجعلها تتغلّب على نزعة الحرب ولغة السلاح.. فهنيئاً لنا بإمام صالح، وحاكم مصلح يريد الخير والفلاح أن يسودا الأوطان عامة.. والله الموفق. * مدير جامعة شقراء