فاجأت لجنة التحكيم مشاهدي الحلقة الثالثة عشرة من مهرجان الفيلم السعودي الذي تستضيفه العاصمة الرياض بامتناعهم الجماعي عن التصويت للفيلم الروائي القصير «أصيل» للمخرج فيصل ابن الفنان خالد الحربي عضو لجنة التحكيم بالتنسيق مع الحربي نفسه. ولم تكتفي لجنة التحكيم بالامتناع عن التصويت بل وجهت له جملة من الانتقادات للفيلم الذي جسد بطولته الفنان الكبير فؤاد بخش الذي شارك في مداخلة هاتفية في البرنامج مع الفنان خالد الحربي. ووجد الحربي نفسه في وجه العاصفة من قبل زميله عضو لجنة التحكيم الفنان عبدالإله السناني عندما انتقد أداءه على تجسيد دور الأعمى، مؤكدا أن وجه الضرير لا يعرف التعابير الحزينة والفرح. وشدد السناني على أن المخرج الشاب فيصل يعيش في جلباب أبيه ولا يستطيع الانفكاك عنه وهو ما ظهر جليا في الفيلم، لينبري مدير المهرجان ممدوح سالم مدافعا عن فيصل، ومشيرا إلى أنه يحاول تكوين شخصيته الفنية بعيدا عن والده، مستشهدا بنص سينمائي قدمه له وأخبره بأن والده يعارضه في هذه الفكرة، وامتدح سالم مشاركة الفنان الكبير فؤاد بخش في الفيلم، معتبرا مشاركته دعما للمواهب الشابة وأنموذجا يجب أن يحتذى من قبل النجوم لمشاركتهم في أفلام المواهب الشابة.ووصفت المخرجة هيفاء المنصور الفيلم بأنه يحمل فكرة جميلة ذات حس إنساني مرتفع لكن عابت الفيلم عدم إعطاء خلفية لشخصية الفيلم لتكون أكثر إقناعا للمشاهد، وامتدح ضيف الحلقة الإعلامي محمد الفهيد الفيلم، متنبئاً بمستقبل كبير للمخرج .وشهدت الحلقة عرض أربعة أفلام كانت بدايتها مع الفيلم الروائي القصير «ساعة منبه» للمخرج زهير الصويمل، حيث تباينت ردة فعل الجمهور تجاه الفيلم فضيف الحلقة وصف فكرة الفيلم بأنها تقليدية وغير مفهومة ، في حين أبدت المخرجة هيفاء المنصور إعجابها بالفيلم، مؤكدة أن كادر الفيلم كان سينمائيا وحركة الكاميرا هادئة، مشددة على أن المخرج يستحق التقدير على هذا الفيلم. واتفق الفنان عبدالإله السناني مع رأي المنصور، مشيرا إلى أن كوارد الفيلم كانت سينمائية والمشاهد بسيطة لكنه يرى أن المخرج بالغ في إطالة الفيلم. ورأى السناني أن توظيف الأم في الفيلم لم يكن صحيا على الإطلاق ، مؤكدا أن وجودها أضعف الفيلم . وأبان الفنان خالد الحربي أن فكرة الفيلم واضحة وبسيطة ، مشيرا إلى أن فكرة المخرج في فيلمه السابق « ليلة كل عام» كانت أفضل وأكثر عمقا. ولفت مدير المهرجان المخرج ممدوح سالم إلى أن المخرج وفق في اختيار مناظر الفيلم ، مشددا على أن لغته السينمائية واضحة وجديرة بالاحترام والتقدير. ولقي الفيلم الروائي القصير « بتر الحلم» للمخرج زكي الغيث جملة انتقادات من الفنان خالد الحربي ومحمد الفهيد اللذين واصفا قصة الفيلم بالمبتورة. بينما أشادت الفنان هيفاء المنصور بالعلاقة الإنسانية الجميلة في الفيلم والتي ميزته عن باقي الأفلام المعروضة، في حين أكد الفنان عبدالإله السناني على أن الحس الإنساني في الفيلم مرتفع لكنه انتقد في الوقت نفسه طريقة التمثيل والتي حوت مبالغات كبيرة لا تليق بالتمثيل السينمائي. وكان مسك ختام الحلقة بعرض فيلم وثائقي طويل للمخرج فهي فرحات حمل اسم «السعوديون في أمريكا» وتفاوتت ردة فعل لجنة التحكيم تجاه الفيلم حيث بدأت هيفاء المنصور بامتداح الفيلم واصفة أحداثها بالشيقة والتي تفتح صفحات من علاقة السعوديين بالولايات المتحدةالأمريكية لكنها انتقدت معالجة المخرج للفيلم كونها لم تستعرض كل شرائح السعوديين واتفق معها الفنان خالد الحربي . ولم يجد الفنان عبدالإله السناني مثلبا على الفيلم سوى خلفيته المتكررة، في حين اعتبر محمد الفهيد أن الفيلم فاقد للنص، مشيرا إلى أن غياب الموسيقى التصويرية عن الفيلم كان أمرا كارثيا لترد عليه المخرجة هيفاء المنصور وتعتبره نعمة كون معظم الأفلام تستخدم موسيقى تصويرية لا تتناسب مع طبيعة الفيلم. وامتدح المخرج ممدوح سالم المخرج الذي قدم ثلاث تجارب مختلفة في المهرجان، ووصفه بصاحب الفكر الجيد. يشار إلى أن مهرجان الفيلم السعودي سيختتم فعالياته مساء يوم الخميس بإعلان ترشيحات الجوائز والتي ستدخل بعد ذلك مرحلة التصويت للجمهور للفوز بجوائز المهرجان الثلاثة عشرة التي ستعلن بعد أسبوعي .على شاشة روتانا أفلام وسيقدم الحلقة نجم ستار أكاديمي الفنان عبدالعزيز عبدالرحمن.