رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. السلام عليكم اطلعت على ما كتبه الأستاذ - محمد آل الشيخ - في الجزيرة يوم 1-6 -33 ه بعنوان (المافيا عندما تتأسلم) ولي عليها بعض التحفظات.. فيا أخي محمد هذا العنوان في البداية يحمل في طياته تهماً ثقيلة للإسلام والإسلاميين كما تسميهم.. علماً أنني لا أحب هذه التصنيفات، لأننا إذا قلنا فلان إسلامي فينبني عليه بمفهوم المخالفة أن من ليس إسلامياً فهو.. وحاشا لله أن يكون مواطنونا (فسقة أو فجرة أوغير إسلاميين) فكلنا إسلاميون على وجه العموم (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) (بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان) (قال صلى الله عليه وسلم: من قال لأخيه المسلم يا كافر فقد باء بها أحدهما) بل من بنود النظام الأساسي للحكم في مملكتنا (المحروسة) أن ولاة أمرنا وفقهم الله لا يمنحون الجنسية إلا لمسلم.. بل سمى القرآن الرسل وأتباعهم مسلمين كما جاء ذلك في غير ما آية من القرآن الكريم.. لكن لا شك أنه يوجد لديننا كغيرنا أناس أكثر من بعضهم التزاماً وتديناً واستقامة، وهذا كان موجوداً حتى بين الصحابه الكرام.. ولا أخاله يخفى على جنابك الكريم (وأنت ابن الشيخ - وآل الشيخ - وجدك الشيخ - وعائلتك آل الشيخ - وشرفك وعزك الشيخ - وأنت من الشيخ إلى الشيخ ) ولله در الإمام الصنعاني حين نادى جدك ابن عبد الوهاب من جبال صنعاء الشاهقه قائلا له: سلام على نجد ومن حل في نجد وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي فلا تحثو التراب وتثير الرغام على ما هو عزك وشرفك وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون.. فدع عنك الهمز والغمز واللمز في أبناء جلدتك حيث تقول ساخراً: (الصحوة التي يقولون إنها مباركة) فالصحوة هي التي أيقظ الله بها الناس من رقدتهم وأفاقوا من غفلتهم واكتضت بهم المساجد بجموع المصلين واستقام بها الشباب وحفظت الحقوق وأديت الأمانة وجعلت المسؤولين يستيقنون أنه لا يصلح للقيادة والإدارة إلا من يخاف الله وفتحت الجمعيات الخيرية على مصارعها وصار الناس بها لديهم ضمير حي ووازع ديني، حتى وإن لم تكسُ صدورهم اللحى ولم يشمروا عن أزرهم فالعبرة بالشعور لا بالشَعر وفي كل خير.. وذروا ظاهر الإثم وباطنه.. وإذا صلح الباطن صلح الظاهر فلا تحاول أن توهم القراء (لاكثرهم الله) بأن القاعدة هم نتاج صحوتنا وخلاصة مفكرينا، فالقاعدة ومنهجها التفكيري التكفيري التفجيري فرقة ضالة ضلالا بعيدا .فهم خوارج خرجوا على أهل السنة والجماعة مثلهم مثل الفرق الضالة كاليهود والقاديانية كما قال صلى الله عليه وسلم: (يخرج عليكم في آخر الزمان شباب حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام.. تحقرون صلاتكم عند صلاتهم.. أين ما لقيتموهم فاقتلوهم) قال شيخ الإسلام والإمام البخاري والنووي شر الخوارج أعظم على الأمة من شر اليهود والنصارى. ولا يخفى عليك خروج ذي الخويصرة التميمي على النبي صلى الله عليه وسلم وقوله له: اعدل يا محمد! فقال ص: من يعدل إذا لم أعدل! وخرجوا كذلك في عهد عثمان وعلي رضي الله عنهم وكذلك في عام 1400ه.. وأكثر من يحذر منهم ويندد بأفعالهم ويفضح خططهم هم أئمة المساجد والخطباء والدعاة الذين تسميهم الإسلاميين! وهذا أمر ظاهر صرح به ولي عهدنا الأمين ووزير داخليتنا في وسائل الإعلام على رؤوس الأشهاد.. وكان آخرها كبحهم لجماح الدعوات الموتورة التي تنادي بالمظاهرات.. فما أحوجنا أخي محمد في هذا العصر بالذات لنبذ الفرقة ووحدة الصف وجمع الشمل، وعدم إيغار الصدور، فلا تكن من الذين إذا مروا بهم يتغامزون، الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين ،فالقدح في حملة الشريعة قدح في الشريعة نفسها.. وإذا قلنا إن الإسلام لايؤثر في الأمن وتنمية البلاد فأسألك بالله كم عدد المجرمين الذي قُبض عليهم أمنيا في جرائم القتل والزنا والسرقة والسطو والاختطاف والمشاجرات ممن تسميهم الإسلاميين فهل تقارن نسبتهم إلى غيرهم؟.. فلا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى وكونوا قوامين بالقسط..أسأل الله أن يريني وإياك الحق حقا ويرزقنا اتباعه. د. علي الحماد - رياض الخبراء