انهالت انتقادات المجتمع الدولي علىكوريا الشمالية لأنها أطلقت صاروخاً لوضع قمر صناعي يستخدم في الاتصالات ومراقبة الأرصاد الجوية في مداره حول الأرض. لكن ماذا عن إسرائيل التي تمتلك ترسانة أسلحة نووية وقواعد صواريخ عابرة للقارات وانتهكت عددا لا يحصى من قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة؟ ماذا عن إسرائيل؟ بالطبع لا يوجد سوى الصمت. وإذا كان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد قاد التحالف الأمريكي الفرنسي البريطاني ضد نظام الرئيس الليبي معمر القذافي بدعوى أن الأخير كان يقصف المدنيين الليبيين بالطائرات أثناء التمرد الذي أطاح بحكم القذافي العام الماضي، فأين كان كاميرون عندما كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف المدارس وملاجئ الأيتام في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة ككل؟ أين هي الدول الغربية وهؤلاء الذين يتباكون دائماً على قرارات مجلس الأمن الدولي عندما يتعلق الأمر بكوريا الشمالية من الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لهذه القرارات؟ دعونا نلقي نظرة على انتهاكات إسرائيل لقرارات مجلس الأمن الدولي وميثاق الأممالمتحدة ومعاهدات جينيف لحماية المدنيين في زمن الحرب وحماية المدنيين تحت الاحتلال الأجنبي وكذلك على قرارات إدانة إسرائيل الصادرة عن مجلس الأمن الدولي. منذ قيام إسرائيل عام 1948 ارتكبت عددا كبيرا من انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية وانتهكت معاهدات الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي. ولذلك فإن قائمة الإدانات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل تملأ صفحات وصفحات. وقد بدأت الإدانات الدولية لإسرائيل فور قيام هذه الدولة عندما صدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 57 في 19 سبتمبر 1948 أي بعد حوالي خمسة أشهر من قيامها. أدان هذا القرار الهجوم الإسرائيلي على الوسيط التابع للأمم المتحدة بين العرب والإسرائيليين أثناء حرب 1948. وخلال السنوات العشر الأولى من عمر الدولة الإسرائيلية ارتكبت سبع انتهاكات رئيسية للقانون الدولي وصدر ضدها 7 قرارات بأرقام 89 و93 و100 و101 و106 و111 و119. شملت قائمة جرائم إسرائيل إجلاء آلاف الفلسطينيين من منازلهم والاستيلاء على تلك المنازل بالقوة وشن هجمات جوية إرهابية ضد المدنيين في سوريا والأردن وقطاع غزة الفلسطيني ومصر. وخلال الستينيات صدر حوالي 15 قرارا من مجلس الأمن الدولي لإدانة إسرائيل بسبب أنشطتها الإجرامية وتدمير ممتلكات الفلسطينيين وانتهاك ميثاق الأممالمتحدة ومهاجمة الدول المجاورة وانتهاك حقوق الإنسان وأمن المدنيين والاستيلاء على الأراضي بالحرب والقوة العسكرية وضم القدسالمحتلة إلى سيادتها بصورة غير قانونية والهجمات الإرهابية ضد المدنيين نساء ورجالا وأطفالا ومهاجمة لبنان وإحراق المسجد الأقصى بصورة متعمدة ووصف قرار مجلس الأمن هذا العمل الإسرائيلي بأنه «عمل مقيت لتدنيس وانتهاك» بيت عبادة. الحقيقة أن قائمة انتهاكات إسرائيل تملأ أكثر من 14 ورقة من الحجم العادي، ومع ذلك يشكو المجتمع الدولي من كوريا الشمالية لأنها حاولت إطلاق قمر صناعي لمراقبة الأرصاد. لماذا يصمت الغرب والعالم بشكل عام على الترسانة النووية الإسرائيلية حتى بعد أن أعلن مواطنون إسرائيليون كبار إنه إذا وجدت إسرائيل نفسها تواجه خطرا ماحقا فإنها ستضرب أوروبا بالأسلحة النووية قبل أن تنهار. *( برافدا) الروسية