أكد مثقفون مصريون أنّ العلاقات بين السعودية ومصر تاريخية، وأنها لا يمكن أن تتأثر بحال بأيّ تصرفات فردية، أو كتابات تسعى لإثارة الفتنة بين البلدين الشقيقين. ودعا المثقفون في تصريحات خاصة ل»الجزيرة» إلى ضرورة تدخُّل المثقفين في الدولتين الشقيقتين، للتوعية بحجم ما يُحاك من مخططات لإفساد العلاقة بين السعودية ومصر، خاصة وأنّ العلاقات بينهما ظلّت طوال تاريخها تحظى بدعم مسئول في البلدين الشقيقين. من جانبه يؤكد الكاتب محمد سلماوي، رئيس اتحاد كتّاب مصر، أنّ العلاقات السعودية المصرية أقوى من أن يتم إفسادها لأنها علاقات أزلية، وأنّ على جميع العقلاء في الجانبين التدخُّل لاحتواء أيّ خلاف بما يمكن أن يعمل على إجهاض أي محاولة لإفساد هذه العلاقة. وقال سلماوي إنه وقت أن تدار أيّ أزمة قد تقع بين الجانبين بحكمة ودبلوماسية ومعالجة حقيقية، فإنه يمكن وقتها احتواء ما قد يترتب عليها من نتائج، «أما التطاول والتجريح فهو مرفوض، ولا يمكن بحال أن يحل أيّ مشكلة، ويجب أن يتم تسييد القانون على كل من يرتكب أي تجاوز، ووقت أن يتم تطبيق القانون واحترامه، فإنه لن تكون هناك مشكلة، وإذا طرأت فيجب التعامل معها سريعاً قبل أن تتفاقم». وبدوره، قال الشاعر جمال الشاعر إنّ العلاقات بين السعودية ومصر علاقات تاريخية وممتدة عبر الجذور، وأنها لا يمكن أن تتأثر أو تهزّها تصرفات فردية، سرعان ما عبّر المصريون عن رفضهم لها بالمظاهرات التي خرجت تدعم لعودة العلاقات إلى طبيعتها، وإعادة السفير السعودي أحمد عبد العزيز قطان إلى ممارسة عمله كسفير لخادم الحرمين الشريفين بالقاهرة، وإعادة فتح السفارة والمقار القنصلية بالعاصمة والسويس والإسكندرية. ويتساءل الشاعر: كيف يمكن أن تتأثر علاقات مصر ذات الأواصر التاريخية مع السعودية بتصرفات فردية، فالعلاقات أكبر وأقوى من أيّ ممارسات، «لأنها محكومة بتاريخ طويل ممتد الجذور، وهل يعقل أن تكون مصر العروبة في قطيعة مع بلاد الحرمين الشريفين؟» ويدعو جمال الشاعر جموع المثقفين في السعودية ومصر إلى ضرورة التواصل المشترك وكشف ما يخطّط ويدبّر لإفساد العلاقات بين البلدين، «لأنه لا ينبغي أن نسمح بأيّ تدخُّل من جانب أشخاص لإفساد العلاقة التاريخية بين الرياض والقاهرة». ويشدّد رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب السابق مصطفى عبد الله، على أنّ العلاقات بين السعودية ومصر علاقات قوية، لا يمكن أن تؤثر فيها بعض الممارسات التي استنكرها المصريون، وعبّروا عنها في بيانات الإدانة والرفض الواضح والقاطع، وترجموا ذلك في وقفات تطالب بإعادة السفير السعودي لعمله بالقاهرة، وإعادة فتح السفارة والقنصليات «فعلى مدى تاريخ المصريين هناك حب لبلاد الحرمين الشريفين، لذلك لا ينبغي أن تتأثر هذه العلاقة ببعض الكتابات أو صيحات بعض الأفراد». ويقول: إنّ المظاهرات التي خرجت أخيراً تدعو لإعادة السفير وفتح المقار الدبلوماسية والقنصلية السعودية بالقاهرة، هي الترجمة الحقيقية لعمق العلاقات بين السعودية ومصر، «فقد عبّرت بصدق عن أنّ خادم الحرمين الشريفين هو في قلوب المصريين، وأنّ البلدين الشقيقين ليسا شيئين ولكنهما شيء واحد، انطلاقاً من العروبة والإسلام». ويضيف: ولذلك فإنّ علاقات السعودية ومصر لا يمكن أن تهزّها أيّة تصرفات فردية، «وللأسف فمثل هؤلاء هم من أصحاب الصوت العالي، الذي ينبغي التعامل معهم وفق إطار القانون، لأنّ هناك ما يتم تخطيطه لإفساد العلاقة بين أقوى دولتين في الوطن العربي، وهما مصر والسعودية».