كتب القارئ م,ع,ع, من الرياض: ** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف أو كما قال,. ألا تؤمنين بذلك؟,, ألم يسبق لك أن شاهدت امرأة فلم تحبيها من النظرة الأولى,, الحب هبة من الله سبحانه يبعثها في قلوب البشر وعندما يخلو منها القلب يصبح الشخص الذي أمامك أثقل على قلبك من جبال السروات,, ياه,, كيف لرجل ان يحتمل ان يعيش مع امرأة هي أثقل على قلبه من جبال السروات؟ كيف له أن يظلم نفسه ويظلمها معه,,؟ أما ظلم نفسه فالله سبحانه وتعالى لا يحمل الإنسان فوق قدرته حتى مع تعامله مع الله وفي عباداته وتبتلاته فثمة رخص كثيرة أباحها الله لعبده كيلا يحمل هذه النفس الشفافة أكثر مما تحتمل فالمريض له رخصة والمسافر له رخصة وفي الحرب رخص وفي حالة الخوف رخص وفي حالة الجوع رخص,, اذن ما بال الإنسان يظلم نفسه ويحملها أكثر مما تطيق ويعيش مع امرأة لم يكتب الله سبحانه له أن يحبها أو يشعر بالود والسكينة معها. أما ظلمه لها فالمرأة لا تستعذب الحياة إلا حينما تشعر ان ثمة رجلاً يحبها يودها هي بالذات يوجه كل عواطفه تجاهها هي وحدها ومن بين كل النساء في العالم,, هو شعور باهظ جميل تعرفه الانثى بحدسها فتعيش حياة ناعمة كالحرير حين تحب من يحبها وهو زوجها الذي تسكن إليه ويسكن إليها ويحققان بذلك حكمة الله سبحانه وتعالى في الألفة والسكن والرحمة بين الزوجين ليكون بينهما مناخ صالح لتربية الأبناء وتأدية الواجب الديني والاجتماعي والعاطفي لهما. فكيف بك وبها ظلمتما نفسيكما. لا تغضب أيها القارئ الكريم حين قسوت عليك في مقالتي إذن بالطلاق فلم أسفه مشاعرك ولم أتهمك بالأرض في كل شيء,. لقد كتبت لي في رسالتك الأولى بلغة مختلفة عرضت فيها مشكلتك بفوقية وغرور على زوجتك البسيطة وغير المطلعة مع أنك انت نفسك اشترطت على أهلك ان تكون زوجتك غير موظفة وغير مكملة لتعليمها. ثم ربطت بين رفضك لها وعدم حبك لها بتدني مستواها الثقافي فقلت لك ما قلت من ضرورة اعادة تأهيل لها أي تثقيف ودربة على الاطلاع والقراءة,, كنت أظن أن هذا ما ينقص زوجتك,, لكن زوجتك ينقصها حبك. وحين ينقص الحب,, لا تكتمل حتى الأمور الكاملة فكيف بالناقصة,. رويدك علي فوالله ما أردت لرجل مثلك أن يشترط شروطاً ثم يرفض زوجته لانها كانت مطابقة تماماً لهذه الشروط. أما وإنك لم تحبها فإنصافاً لك ولها,, من الأفضل أن تؤتى رخص الله سبحانه وتعالى فلم يشرع الطلاق إلا مخرجاً للضائقين. وليس ثمة ضيقة أعظم على رجل من أن يعيش مع امرأة لا يحبها وليس أقسى على امرأة من أن تعيش مع رجل تعلم انه لا يحبها حتى لو كانت هي محبة له. لم تجرفني عاطفتي الأنثوية لإنصاف زوجتك على حسابك,, لكنك لم تكتب بصدق عن مشكلتك كما كتبتها ثاني مرة,, لم تفصح كلماتك الأولى عن حزنك الذي وجدته عظيماً,, بالرغم من كل ذلك فالنساء يبقين نساء في النهاية مهما تعلمن وتثقفن,, وتبدو عليك آثار الفوقية الذكورية تجاه النساء فأنت تريد من المثقفة والمتعلمة ان تخرج من دائرة النساء لتصعدا الى دائرة ماذا,. الرجال مثلاً؟! وأتمنى أن تكون تلك الفوقية هي سبب مشكلتك!! انني هنا ومن منطلق ثقة انسان ضائق ولانني هنا تلك المرأة التي تقف على مخزون هائل والقيم الدينية والارث الاجتماعي الذي يوقر كثيراً نجدة المستشير فإنني لا أجد مخرجاً لمشكلتك الا الطلاق الذي هو ابغض الحلال إلى الله,, لكن من أجلك واجلها ولكي يشق كل منكما طريقاً يجد فيه من يحبه ويسكن إليه,, فعليكما بالطلاق فالنفوس يعييها الكره ويطفئها ويحيلها الى رماد. * ولا تستغرب انني لم أحدثك عن طفلك,, فالكراهية تقتل دفء السكينة في قلوب الأطفال وهم مخلوقات شفافة يستشعرون عن بعد سعادة أبويهم وشقاءهم والخير له أن يعيش بعيداً عن دخان الكراهية الذي يخنق اجواءك والله معك ومعها ومعه. *عنوان الكاتبة 26659 الرياض 11496