في مسألة احتلال إيران لجزر الإمارات العربية في الخليج العربي يتصادم مبدآن واضحان في هذه المسألة، مبدأ الحق، ونهج القوة، فالحق المدعوم بالوثائق والحقائق التاريخية الذي تستند إليه دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعود إليها الجزر الثلاث التي تحتلها إيران منذ أكثر من أربعة عقود، فهذه الجزر التي احتلتها إيران عشية انتهاء الاستعمار البريطاني لإمارات الساحل العربي في الخليج العربي وأرسل شاه إيران آنذاك قواته فارضاً احتلال جزر طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى كأمر واقع رغم أن الواقع الجغرافي وحقائق التاريخ والوثائق التي تمتلكها دولة الإمارات العربية بتبعية تلك الجزر، إلا أن إيران منذ حكم الشاه إلى حكم ملالي طهران -الذين تمادوا أكثر فأكثر من خلال تعاملهم باستعلاء وصل إلى حد التهديد لدولة الإمارات العربية ودول الخليج العربية جميعاً لتكون بذلك القوة الغاشمة- قد نحّت الحق المدعم بالوثائق. وتمادياً من نظام ملالي طهران في الاستهانة بالحق العربي ومواصلة لتنفيذ مخطط الهيمنة الفارسية على المنطقة العربية بدءاً بالخليج العربي قام رئيس النظام الإيراني بزيارة استفزازية لكبرى الجزر الثلاث أبو موسى ممهداً إجراءات إنشاء محافظة فارسية تحت مسمى «محافظة الخليج الفارسي» والتي حسب ما هو مخطط لها أن تضم مناطق عربية أخرى ومنها البحرين. وهكذا فإن الزيارة الاستفزازية لرئيس النظام يرى فيها المتابعون للتحرك الفارسي البداية العملية لتنفيذ مخطط التوسع الفارسي في الخليج العربي، وإذا كانت البداية الاستيلاء الكامل على جزر الإمارات العربية الثلاث ومن ثم المطالبة مجدداً بمملكة البحرين وبعدها الجرف القاري مع دولة الكويت والحقل البترولي المشترك الذي تشترك في ملكيته المملكة العربية السعودية والكويت وإيران. هذه النوايا الإيرانية التي بدأت تنفيذ مخططها تستدعي من دول مجلس التعاون جميعاً وليس الإمارات فحسب، التحرك بقوة ورفع الأمر إلى مجلس الأمن الدولي دون أي تراخٍ أو مهادنة مع إيران مثلما كان سائداً في السابق.