بعث جهاز مكافحة المخدرات بإحدى الدول العربية بمعلومات تفيد بدخول كمية من الحبوب المحظورة إلى أراضي المملكة، وأعدت أجهزة المكافحة خطة للتعامل معها بأسلوب «التسليم المراقب» وبعد دخولها عبر الجمارك تمت متابعتها بطريقة سرية حتى وصولها إلى إحدى محافظات المملكة، حيث جرى تأمين مستودع وإنزال كامل الشحنة تحت الخفارة المشددة لأكثر من أسبوعين. بعد أسبوعين من المتابعة والمراقبة الشديدة طلب الممول الموجود في سوريا من سائق الشاحنة أن يعود إلى سوريا، حيث ورده اتصال من أحد الأشخاص بالمملكة «المستقبل» يسأله عن قيمة إيجار المستودع وأنه سيحضر في الغد ومعه شاحنة لتسليم المبلغ واستلام الشحنة، وبالفعل في اليوم التالي اتصل المستقبل وطلب من المتعاون (أمين المستودع) أن يقابله بجوار حلقة الخضار في تلك المدينة، وحضر في المكان والزمان المحددين، حيث جاءت سيارة بداخلها شخص واحد، وتوقفت بجوار سيارة «المتعاون» وتحدث الشخص الذي بداخلها مع «المتعاون» بعد إنزال زجاج باب السيارة، وطلب منه المبلغ المتفق عليه، فأخرج المبلغ من جيبه لكي يشاهده المتعاون ويطمئن، وأفاده بأنه سيسلمه المبلغ كاملاً عند مشاهدة الشحنة. وعندما شاهد الشحنة واطمأن على وجود الكمية، أخرج المبلغ المتفق عليه كاملاً من جيبه واستعد للتسليم، وكانت قوات المكافحة تراقب عن كثب، بل تدير عملية «التسليم المراقب» بكل احترافية ودقة، فقامت بالقبض على المستقبل والسيطرة على كل المضبوطات وبتفتيش سيارته عثر على بندقية بلجيكية الصنع بداخلها أربع طلقات حيى كما ضبط في جيبه سلاح أبيض (سكين) وقد تم إخراج كمية الحبوب المحظورة المهربة داخل حجارة مجوفة من نوع البازلت الأسود بطريقة مصنعية احترافية يصعب اكتشافها. وبالقبض على الشخص المستقبل تم الوصول إلى بقية الشبكة والسيطرة على الكمية المهربة وبذلك تم تجنيب البلاد شرور هذه السموم القاتلة التي تستهدف الشباب «روح المجتمع» وعصب الأمة، وذلك بالجهود الحثيثة والمتابعة الدقيقة، والخطط المحكمة التي أعدتها أجهزة مكافحة المخدرات بما يناسب مثل هذه العملية الكبيرة، وبما يؤدي إلى إحباط محاولة دخولها ووصولها إلى المروجين، خصوصا أن خطة التهريب والترويج كانت على قدر عالٍ من الذكاء والدهاء الذي لم يفت على فطنة رجال المكافحة بحكم خبراتهم وتجاربهم في التعامل مع مثل هذه المحاولة الكبيرة.