مالَ العارفُ وهو يردّدُ: ما بعثَ الجدْبَ وأوقفَ جريانَ السيْل؟! ردّت دقاتُ القلبِ المرهفِ: النسوةُ.. يُمطرْنَ دموعاً وعويلاً في جوفِ الليل. *** يا هذي الطفلة كُفّي من علمّكِ اللعبَ على القلبِ، القسوةَ يا رقةَ كفٍّ تأليبَ الحرفِ على الحرْفِ الأنثى كاملةً في تيهِ السحرِ أم القلبُ الطفلُ الأصغرُ من كَفّي؟! *** تحبّهُ.. لكنّ قلبها الخجول كالقطا في سربِهِ. يقولُ للمرآةِ وهي ترفعُ السوادَ عن نعيمِ وجهِها يا قلبها الصغير، قلبها: - أنا لا.. أنا لا أحِبّهُ. ووجهها المضيءُ في تلفّتِ الحياءِ، كالعناد: يقولُ كمْ أحبّهُ.. ما أجملَ القطا في حبّهِ. *** النخلةُ صارتْ طفلةُ والطفلةُ كانتْ نخلةْ. اختلطَ المعنى ما بين الرؤيةِ والرؤيا واكتظّ الثمرُ، وكان القاصدُ بالخيرِ المستثنى فاشتدّتْ حيرتُها المقْلَةْ. *** تحبّني سألتْ فقال القلبُ: ما.. لكنْ أبوسُ الأرضَ تحتكِ.. والسّما هل كانّ يقصدُ: ما لهذا القلب غيركِ يا صبيّة أمْ كان يقصدُ مثل طفلٍ قدْ تلعثم واحتمَى: القلبُ قلبُك إنّما تأبى الحروفُ تكلّما يا ماء قلبي بحْت.. لكنّي أخافُ مِنَ الدّمَا.