سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:إشارة للعدد (13942) فيما قاله صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع وهو يتحدث عن أساس الدولة، حيث يقول سموه (إن انتماء هذه الدولة في الأساس قائم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبسبب أساس الدولة وانتمائها هاجمها أعداؤها منذ تأسيسها إلى اليوم مستخدمين أساليب التشويه..)؛ فأعقب مؤكداً على كلام سموه: إن بلادنا بحمد الله حاضنة الحرمين ومنطلق الوحي ومهبط الإسلام، ومبعث الرسالة ولها في قلب كل مسلم منزلة حباها الله ببيته الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، تحن القلوب شوقاً إليها حتى إن بعض المعتمرين والحجاج ليسجد لله شكراً حينما يطأ أرضها، فيها الكعبة المشرفة يصلي إليها الناس كل يوم خمس مرات في اليوم والليلة، تهفو إليها القلوب وتهواها الأفئدة، المحافظة على سمعتها وأمنها مسؤولية كل مسلم فضلاً عمن يسكن فيها ويقيم على أرضها لعظم مكانتها وشرف رسالتها؛ وكل إساءة أو دعوة مناهضة لثوابتها وقيمها تعد إساءة لرسالة الإسلام.. فالحملات والأطروحات المنظمة التي تقودها بعض المؤسسات والجهات الموجهة ضد المملكة وقيمها وثوابتها تارة عن مناهجها التعليمية وتارة عن علماء الشريعة الذين هم محل الثقة والقدوة وتارة عن المرأة وما تعيشه من احترام وتقدير كفلتها لها الشريعة، وتارة ضد مؤسسات الدولة لا سيما المؤسسات الشرعية والتي تعد من أركان بنيانها كالقضاء وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولقد قيل (إن الأساس إذا مس اهتز البناء)، وغريب من يسيء لبلادنا بطرح تنقصه الموضوعية والحيادية، أطروحات تحتاج لمن يعزز لها أدب الحوار في عصر الحوار.. وهذه الحملات إساءة لمكانة بلادنا إسلامياً وتاريخياً واجتماعياً؛ إن على الوسائل الإعلامية دحض كل الافتراءات والإساءة لرسالة المملكة، والتي ترسخ الصورة السلبية عن ديننا وبلادنا. في صحيفة محلية يقول د. حسان أكاديمي أمريكي أستاذ في جامعة نيواورلينز (من يعيش في الغرب لديه انطباع سلبي عن المملكة العربية السعودية، وذلك بسبب ما تبثه دوماً وسائل الإعلام الغربية عن هذه البلاد، إعلامنا الكاذب لم ينصف المملكة..) كيف تكون هذه الأطروحات عن المملكة والشعوب تتجه نحو إسلامها، والإسلام يخطو خطواته الحثيثة في أرجاء المعمورة، ألا يعلم المسيئون لحاضنة الحرمين ومنطلق الوحي أنهم مبعوثون ليوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين؟.. عليهم أن يكونوا يداً واحدة ويتعاونوا على البر والتقوى، أين دور المحلقيات الثقافية والأندية الطلابية والسفارات والإعلام الخارجي عن نقل الحق والحقيقة وتصحيح الصورة.. حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين. سعود بن صالح السيف - الزلفي