يؤكد ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية قولاً وعملاً الأسس التي قامت عليه بلادنا، وما تتسم به من أصالة وارتباطها بالدين الإسلامي، ولعلِّي أستشهد هنا بما ذكره صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، قبل عدّة أشهر في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، في المحاضرة التي ألقاها سموه عن الأسس التاريخية والفكرية للمملكة العربية السعودية، ومما قاله سموه في تلك المحاضرة « لقد أكرم الله عزّ وجل هذه البلاد المملكة العربية السعودية بأن تتشرّف بوجود مكةالمكرمة فيها وأول بيت وُضع للناس ومهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم التي يتجهون إليها في صلاتهم ودعائهم، ومسجد نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وبأن تكون هذه البلاد أيضاً منطلق الإسلام والعروبة معاً، فلقد أنزل الله عز وجل في هذه الأرض العربية القرآن الكريم بلغة عربية وعلى نبي عربي عليه أفضل الصلاة والتسليم وانتشرت قبائلها العربية في كل مكان لتشكل النسيج الاجتماعي في كثير من الدول العربية. وقيادة هذه البلاد وشعبها يفتخرون أنّ بلادهم هي موئل الرسالة وموئل العرب، ويدركون أن تلك مسؤولية عظيمة يتحملونها لخدمة وطنهم والإسلام والمسلمين، ولهذا بنيت هذه البلاد على الدين الإسلامي ونص نظامها الأساسي في مادته الأولى على أن المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة دينها الإسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما نص نظامها الأساسي في مادتيه السابعة والثامنة على أن الحكم في المملكة العربية السعودية يستمد سلطته من كتاب الله تعالى وسنّة رسوله، وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة، وأنّ الحكم فيها يقوم على أساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الإسلامية». هذه الكلمات هي جزء من حديث سموه في المحاضرة التي شملت الحديث عن جوانب عديدة في الحديث عن الأسس التي قامت عليها البلاد ومسيرة الدولة في جميع مراحلها، والتزامها بالدين الإسلامي شرعة ومنهاجاً. أوردت هذه الكلمات ونحن في كل يوم نشهد لذلك تطبيقاً عملياً في بلادنا ولله الحمد في تحكيم كتاب الله الكريم وسنّة المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم وخدمة الإسلام والمسلمين التي لم ولن تتوقف عنها بلادنا بحول الله وقوّته، وما مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم إلاّ أنموذج من نماذج جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين عامة، والقرآن الكريم وأهله خاصة.