يتواصل معنا اليوم حديث «شيخ المعلقين» وعميد النقاد الرياضيين الأستاذ محمد عبدالرحمن رمضان (80 عاماً) الذي عاصر نجوم الزمن الجميل خلال الستين عاماً الماضية للحديث عن الجوانب المضيئة في حياة نجوم الأمس من نادي النصر وفي مقدمتهم نجم الوسط في الثمانينات والنصف الأول من التسعينات الهجرية ناصر كرداش (رحمه الله). يستهل الرمضان مشواره مع الذكريات الصفراء بالحديث عن المرحوم كرداش قائلاً: «كرداش» جذبني لتدريبات النصر على «سيكل» عندما جئت لمدينة الرياض في أواخر السبعينيات الهجرية كان عشقي للكرة ما زال في أوجه.. كنت أتردد على ملاعب الأندية في شارع الوزير بالقرب من ديوان مجلس الوزراء في المربع.. وهناك شاهدت لأول مرة نجم النصر الراحل ناصر كرداش «رحمه الله» وكنت أتحدث ملياً مع صديقي رئيس النادي آنذاك عبدالله مختار «رحمه الله» وأُبدي له إعجابي بهذا اللاعب الفذ الذي كان يمتاز ببنية قوية جداً ويمتلك قدماً قوية لا تخطئ طريق المرمى إلا ما ندر.. وكانت الرياض تمتلئ بأندية الدرجة الثانية ولم يكن في الدرجة الأولى غير الشباب والأهلي والهلال فقط مقابل أكثر من عشرة أندية في الدرجة الثانية وأذكر منها شباب الناصرية والمريخ والوحدة الذي تحول اسمه فيما بعد إلى الاتحاد. عشقت «وحدة الرياض» وأعترف أنني كنت العب في صفوف وحدة الرياض مع محمد مفتي وطاهر عابد الذي أصبح وكيل وزارة فيما بعد وكان صديقي وزميلي في الإعلام الرياضي (سليمان البريكان) يلعب في نادي المريخ مع ابن عمه (فهد) وكنت من المعجبين جداً بناصر كرداش إذ كانت معظم النتائج التي يحققها النصر كانت تأتي على قدميه من تمريرات الجناح الأيمن ميزر أمان. فريق النصر عام 1385ه ويبدو (من اليسار وقوفاً) المرحوم ميزر أمان والمرحوم سعد الجوهر وعثمان بخيت، (وجلوساً من اليسار) المرحوم ناصر كرداش وعبدالله بن صليح وسعود أبوحيدر والحارس الفنسا والمرحوم أحمد الدنيني التفِتوا لقدامى النصر وبهذه المناسبة وأنا أقرأ الصحف في الأيام الماضية عرفت أن النصراويين سيحتفلون بمرور عشرة أعوام على أول مشاركة له في بطولة أندية العالم.. أقول لهم بكل الحب والاخلاص: يا جماعة الخير أرجوكم أن تعودوا القهقرى إلى لاعبيكم القدامى الذي خدموا النصر وقادوه من الدرجة الثانية إلى الأولى ومن ثم للممتاز أمثال ميرز أمان الجناح الأيمن الخطير وعبدالرحمن الوجيه ولا سيما أنني تألمت كثيراً لأن الكابتن والنجم سعد الجوهر الذي كنت أقول عنه في تعليقي على مباريات النصر إنه (جوهرة سوداء) تشبه ساحر الكرة العالمي (بيليه) ومات فقيراً معدماً وكما علمت من بعض المصادر أنه كان يتلقى علاجاً غالي التكاليف وكنت في تلك الفترة لا أمتلك سيارة ولا حتى دراجة نارية بل كنت أملك دراجة هوائية وبحكم عشقي للكرة أتابع كل التمارين وهؤلاء النجوم الكبار. نصيحة للنصراويين: لاعبوكم القدامى أحق بميزانية الاحتفال بالعالمي وفي اعتقادي لو وُجد سعد الجوهر وناصر كرداش في ملاعب اليوم لبيعا بأعلى الملايين، والشيء بالشيء يذكر من جيلي والجيل الذي تلاه لا يعرف أسطورة الثمانينات الهجرية (سعيد غراب) الذي يعيش اليوم ظروفاً مالية بائسة. دوش دوَّخ الضظوي وكذا نجم الوحدة (حسن دوش) الذي جعل الجماهير تعجب به وهو يستعرض مهاراته الفردية العالية ويتلاعب بالنجم (الضظوي) أشهر لاعب في تاريخ الكرة المصرية الذي قدم في مطلع السبعينيات الهجرية مع منتخب وزارة الصحة المصرية لخوض مباراتين الأولى ضد الوحدة وكسبها 4/6) والثانية أمام اتحاد جدة وكسبها المنتخب المصري أيضاً (7/صفر).. وفقد «الضظوي» صوابه في المباراة الأولى وأخذ حفنة من تراب ملعب ساحة اسلام بمكة وألقاها في وجه حسن دوش الذي أضحك الجماهير عليه. ثلاثي الشرقية رائع دعوني أعرج على المنطقة الحبيبة من بلدي وهي المنطقة الشرقية فأتذكر الثلاثي حمندي وعثمان بخيت وأحمد الدنيني (رحمه الله) الذين قدموا من النهضة وسجلوا في كشوفات النصر في منتصف الثمانينيات الهجرية وكانوا علامات مضيئة وساهموا في انتصارات النصر وبالذات من جانب الدنيني الذي سماه صديقي الغالي «شيخ الرياضيين» عبدالرحمن بن سعيد ب «العفريت الأزرق» والتقيت به ذات مساء في أيام خلت بالدمام عندما قدمت للتعليق على مباراة هناك وشكا لي بالدموع حالته المالية وكيف أنه مثقل بالديون والهموم. وأتمنى بهذه المناسبة أن ينظر رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي بعين العطف والرحمة، فهؤلاء وأمثالهم اللاعب رزق سالمين الذي جاء للنصر من الطائف وأطلقت عليه الجماهير لقب (دانا دانا) تيمناً بمدافع سوداني رائع لعب للاتحاد وكان يلعب قبلها في صفوف منتخب السودان.. هؤلاء وأمثالهم تعيش عوائلهم أوضاعاً مالية سيئة للغاية واتساءل هنا ما الفائدة من إقامة احتفالات مرور عشر سنوات على المشاركة العالمية تكلف مبالغ باهظة.. في حين لو صرفت على المحتاجين من لاعبي النصر القدامى أو أسرهم لكان ذلك أجدى وأنفع.. هؤلاء أينهم من التكريم وأتمنى أن يتم ذلك حتى نزرع الاخلاص في الجيل الحالي لأنه إذا عُرف أن ناصر كرداش وسعد الجوهر قوبلا بالجحود والنكران .. عندها سيبحثون عن أندية أخرى غير النصر. المرحوم سعد الجوهر على كرسيه المتحرك محاطاً بزملائه اللاعبين القدامى: ناصر (بوبل) وناصر السعير وسعد الرشيد « 1426 ه » الرمضان في بداية مشواره التحكيمي 1385ه