إنها مسألة وقت قبل أن تشعر واشنطن بالتعب من إسرائيل التي لا تعرف متى تتوقف مما سيجعلها ستدفع ثمنا باهظا جراء هذا السلوك. مؤخرا التقت نملة مع فيل في واشنطن في قمة حاسمة، ولكن من هو الفيل ومن هي النملة، ومن هي الدولة العظمى ومن هي الدولة التابعة؟ هناك فصل جديد في تاريخ الأمم يجري كتابته حيث لم يحدث من قبل أن قامت دولة صغيرة بإملاء إرادتها على دولة عظمى، ولم يحدث من قبل أن رأينا تشابها بين الفيل والنملة ولم يحدث أن تجرأت ولاية رومانية على القول ليوليوس قيصر ما يجب عليه فعله، أو راود الحلم قبيلة ما إجبار جانكيز خان على العمل طبقا لهواها القبلي. فقط إسرائيل فعلت هذا، وقلبت حقائق التاريخ رأسا على عقب، فعندما التقى أوباما ونتنياهو في البيض الأبيض كان من العسير معرفة من هو زعيم العالم الحقيقي ومن هو التابع؟! خلال الأعوام القليلة الماضية، كان الصرصور الإسرائيلي يسرسع « إيران.. إيران.. إيران» ويردد العالم صدى صوته. في واقع الأمر ليست إيران هي فقط من تمثل مشكلة بالنسبة لإسرائيل، فهناك حالات مماثلة كثيرة في العالم منها على سبيل المثال كوريا الشمالية التي بإمكانها تهديد اليابان بنفس الطريقة التي تهدد بها إيران إسرائيل ولكن العالم لم يسارع للوقوف بجانب اليابان كما فعل مع إسرائيل. وأكثر من ذلك، قام نتنياهو بتحديد مسار الأجندة العالمية كما لم تفعل أي دولة صغيرة من قبل. ودائما ما يبرز نفوذ إسرائيل في الحملات الانتخابية الأمريكية أكثر من أي دولة أجنبية أخرى، ويتبرع اليهود الأغنياء بأموال ضخمة للمرشحين بهدف شراء تأييدهم لإسرائيل، ورأينا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي فاز في الانتخابات على أساس رسالة التغيير تم إجباره بسرعة مذهلة على نسيان فكرة إحلال السلام في الشرق الأوسط فقط لان إسرائيل قالت « لا». * (هآرتس) العبرية