أخي خالد أنا رجل تجاوزت الخمسين منذ سنين طويلة من عمري أعمل في تجارة السيارات وللأسف أخي خالد ظلمت الكثير ودلست كثيرا ولم أنتبه لحالي إلا عندما أصبت بمرض خطير شفاني ربي منه وقد اجتهدت في إرجاع ما يمكن إرجاعه من حقوق ولكنني أحس بتأنيب للضمير قاس ومؤلم..ما أجمل أن ننفتح للحياة ونعيش الحاضر ونبني المستقبل الجميل فنحن لا نستطيع أن نغيِّر الأمس أو نعدِّل في تفاصيله، وليس من العدل أبدًا أن نعيش ضحايا تأنيب الضمير في ماتبقى من أعمارنا، تذكر دائمًا وأبدًا تلك الحكمة الجميلة القائلة: (إن من يتقن فنَّ العيش مع ربه ونفسه لن يعرف البؤس أبدًا)، تفاءل وأحسِن الظنَّ بخالقك وأبشر بالخير، واستحضر هبة من أجل هبات الله للبشر ألا وهي تجدد الفرص وتمهيد طريق العودة لمن ضل عنه وفي العمر متسع بإذن الله لإصلاح كل الأخطاء إذا صح العزم وصدقت النية.. وقد كان هذا المرض جرس إنذار لك ورسالة صريحة بضرورة التوقف عن الظلم وسلب الحقوق ولولا رحمة الله بك لكنت مضيت إلي نهاية مفجعة عبر طريق الظلم الذي حرمه الله سبحانه على نفسه وجعله محرما بين عباده، واني لأعجب من استسهال البعض للظلم والجور وأكل الحقوق! ولقد كان الله بك رحيما عندما أيقظ مشاعرك عبر المرض وحال بينك وبين مواصلة الظلم لأنك لو لم تتوقف ستتجرع غصص الندم في وقت ولات حين مندم. وما أجمل أن يعيد المرء حساباته ويعيد النظر في جميع تصرفاته.. ويكفر عن أخطائه وأحسب أن أزمة المرض بمثابة مولد جديد لك ستكون بعدها مؤهلا لأن تحيا حياة أكثر عطاء وأعمق فهما، وقد حان الوقت لطمس الشخصية القديمة سالبة الحقوق ظالمة الناس المتحفزة للإيقاع بهم والنيل منهم والتي تهدف إلى تسجيل الانتصارات الخسيسة، لقد حان الوقت أن تحيا حياة الفضلاء الذين يعيشون في أمن وآمان وأن تحيا في سلام مع نفسك ومع من حولك وأن ترتشف من كؤوس النزاهة والصدق ومراقبة الله وهنا ستكسب الجائزة العظيمة وهي راحة القلب واطمئنان الضمير بالقرب من الله والاقتراب من عباده بالخير والصدق وليس بالتحايل والخداع والغش والتدليس، ولسوف تكتشف قريبا وبعد طول عهد أن هذه هي السعادة الحقيقية التي تستحق أن يجتهد الإنسان لها ويتطلع للوصول إلى قممها ويتنفس أجواءها، وبالنسبة لمن أصابه سوط ظلمك فأسأل ربي لنا ولك ولهم المغفرة فإن كان موعد استدراك إصلاح بعض الأخطاء قد فات لبعد العهد بها أو لعدم القدرة على الوصول لأصحاب الحقوق فيها ففي الندم عليها والاستغفار والتصدق عنهم بما استحليت من أموالهم ما يبرئ شيئا من ذمتك، سائلا المولى أن يتقبلك في حياتك الجديدة بقبول حسن ويتم عليك نعمة العافية وأن تمضي قدما في حياتك الجديدة. شعاع: «إن الاستغلال العظيم للحياة هو أنْ نقضيها في عمل شيء ما يبقى معنا بعد الحياة».