دعا خبير الاتصال والمعلومات أستاذ الإعلام الجديد الدكتور فايز الشهري الواقفين على حراسة مقبرة الكتاب الورقي النادبين بقايا رقاع الورق والمخطوطات أن يلحقوا بركب الراحلين الأولين نحو سايبرونية المستقبل التي لن يكون القادم إلا في حضنها في مختلف نطاقات الحياة وتشعباتها.وتتبع الشهري خلال ورشة عمل نظمتها اللجنة الثقافية ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2012م وأدارها الزميل سعيد الدحية الزهراني سكرتير تحرير الثقافة بصحيفة الجزيرة، مسيرة بناء الكتاب الإلكتروني في العالم. وناقش الشهري في ورقة عمل، قدمها حول نشر الكتاب الإلكتروني، فلسفة مصطلح «الثورة» في مجال النشر الإلكتروني، مشيراً إلى ثورة التقنية التي تعد أساساً ينهض عبرها سياق النشر الكتابي الإلكتروني. وفكك الشهري في ورقته جدلية الثقافة والمعلوماتية في فضاء التقنية الرقمية الإلكترونية مبيناً أن الشبكة تقدم المعلومة لكنها لا تصنع ثقافة في ظل الذاكرة المستعارة التي تتيحها محركات وتطبيقات الإنترنت من خلال تقنيات التعاطي الإلكتروني المتنوعة، مشيراً إلى إشكالية العلم أم الثقافية عبر أفق السماوات المفتوحة. وهاجم الشهري أمام حضوره الذي ضم ناشرين ورقيين وإلكترونيين ثقافة النشر الإلكتروني للكتاب في الوطن العربي، معتبراً أنها على قلتها لا تشي بأدنى أبعاد الاستحواذ أو الوصل.. واختتم الشهري ورقته التي قدمها في ورشة «نشر الكتاب الإلكتروني» بمعرض الكتاب بالتأكيد على سقوط النخب وبروز الوحدات الفردية، بل وغياب القادة أو المسيطرين عبر ثقافة الإنترنت التي تتجاوز التنميط في مختلف تفاصيلها وتفاصيل تأثيرها وانعكاساتها، فالعالم والمستقبل على بعد نقرة يضربها عقل حي وروح متقدة وذهن تقني متجاوز.