ضمن فعاليات النشاط الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب اقيمت مساء أمس ندوة بعنوان (الثقافة والانترنت - آفاق الكتاب الالكتروني) أدار الحوار فيها الدكتور ممدوح الحوشان وأمل زاهد وشارك فيها كل من الدكتور نادر كاظم والدكتور ناصر الحجيلان والدكتورة نجاح القبلان حيث تحدث الدكتور كاظم عن مدى قدرة الكتاب الالكتروني على منافسة الكتاب الورقي فيقول بأن الكتاب الالكتروني ذو اهمية كبيرة حيث ان معظم الكتاب يقومون باستخدام الحاسب في الكتابة واستخدام النت في ارساله الى دور النشر ثم بطرح تساؤل حول قابلية الكتاب الالكتروني اثناء القراءة. يتحدث الدكتور كاظم عن صناع الثورة الالكترونية وكيف تنبأوا بنهاية الكتاب الورقي في عقد واحد من خروج الكتاب الالكتروني الا ان العقد انتهى ولم يتأثر الكتاب الورقي لذلك أورد قول المدافعين عن الكتاب الورقي او المطبوع بقولهم انه الباقي واطول عمرا وما الحديث عن نهايته الا مخاوف كنهاية العالم، بعد ذلك يؤكد الدكتور كاظم بأن وجود اختراع جديد لا يعني القضاء على ما سبقه وضرب بعض الأمثلة كالدراجة الهوائية، وهذا يتطلب تجديد وظيفة المخترع القديم الحيوية باستمرار، كذلك ان المخترع القديم يحتفظ بقيمة يكتسبها من قدمه وهذا ما ينطبق على الكتاب. وتحدث الدكتور كاظم عن قابلية الكتاب للقراءة فيقول بأن الكتاب الورقي نقرأه بصورة مباشرة بينما الكتاب الالكتروني يحتاج لجهاز لقراءته كما ان الاحصاءات تؤكد ان من يستخدم الكتاب الالكتروني قلة، وانه لا يشكل تهديداً للكتاب الورقي الا لكتب معينة كالمعاجم، فهو قادر على خدمة الباحثين اكثر من الكتاب الورقي بينما يتفوق الورقي في القراءة الخطية. كما ذكر الدكتور كاظم بعض المزايا لكلا الكتابين مثل التخزين والحفظ والنشر والتوزيع. بعد ذلك قدمت الدكتورة نجاح ورقتها عن الثقافة وتغيرها وتحدثت عن مفهوم لثقافة بقولها بأنها انواع مختلفة من المعارف تؤهل ممتلكها للعيش في هذه الحياة بشكل افضل، وتضيف بأن الثقافة احتلت موقعاً قيادياً في نمو الدول لأنه يتحدد من خلالها مدى تقدمها وقدرتها على تحقيق متطلبات الازدهار والاستقلال. وتحدثت الدكتورة نجاح عن مفهوم الأمية المعلوماتية وأنها مشكلة معاصرة تعاني منها كثير من دول العالم وتتضح ملامحها اكثر في الدول النامية ومنها الدول العربية كما تحدثت عن اسباب انتشار الأمية المعلوماتية ومنها عدم وجود بنى تحتية مناسبة لأغراض الاتصال بشبكة الانترنت كذلك ارتفاع اسعار خدماته والازدياد المستمر لحجم المعلومات وتعدد اشكالها، وعدم الإلمام باللغة الانجليزية وضعف التكوين العلمي، بعد ذلك بينت الدكتورة نجاح كيف يمكن تكوين مجتمع معلومات وأهمية وجوده. وتضيف بأن من اساليب نشر ثقافة المجتمع المعلوماتي وضع برنامج متكامل يهدف الى نشر وتسويق هذه الثقافة بين طبقات المجتمع. بعد ذلك تحدث الدكتور الحجيلان عن العولمة باعتبار ان الانترنت من اهم الوسائل التي ساعدت على انتشارها كما تحدث عن تأثير الانترنت على الجانب المعرفي والاقتصادي وكذلك تأثيره على الانماط السلوكية لبعض فئات المجتمع. ويذكر بأن العالم اصبح مترابطا عن طريق الشبكة وبهذا المنطلق فإن النت سيكون ثقافة، والثقافة التي تنتقل تدل على صلاحيتها ويضيف بأن هناك انماطاً للثقافة العربية التي انتقلت للغرب والعكس. بعد ذلك ذكر الدكتور الحجيلان بعض انماط السلوك التي انتقلت للمجتمع السعودي عبر الانترنت وأورد امثلة على الثقافة التي استوردها السعوديون من النت وتحدث عن اثر الانترنت على الكتابة العربية كاستبدال بعض الاحرف بالأرقام كما تحدث عن أن النت جعل هناك حاجة ملحة للترجمة، ويختتم حديثه بقوله ان هذه القوة الهائلة للنت سوف يخلق الشخصية الانترنتية التي من صفاتها الخروج من الواقع الى المتخيل.