دمشق - الكويت - باريس - لندن - جنيف - وكالات: سيطر الجيش السوري على حي بابا عمرو أمس الخميس بعد قصف استمر 27 يوماً، وسط تخوف المعارضة السورية من حدوث (مجازر)، في حين سمحت السلطات السورية في الوقت نفسه للصليب الأحمر والهلال الأحمر بالدخول ابتداء من اليوم الجمعة إلى بابا عمرو وذلك في مبادرته بشأن هدنة إنسانية. واكد مصدر أمني في دمشق بعد ظهر أمس الخميس ان الجيش السوري سيطر بالكامل على حي بابا عمرو في حمص، فيما أعلن قائد ما يسمى الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد ان قواته نفذت انسحاباً (تكتيكياً) من هذا الحي. وقال المصدر الأمني في اتصال مع وكالة فرانس برس (سيطر الجيش على كامل مناطق بابا عمرو بعدما سقطت آخر جيوب المقاومة فيه). وأضاف المصدر ان عناصر الجيش النظامي يقومون بتوزيع الطعام على السكان ويجلون الجرحى. وفي حين ذكرت قناة العربية الفضائية في خبر عاجل مساء أمس أن الصحفية الفرنسية أديت بوفييه التي أصيبت قبل أسبوع قد وصلت إلى لبنان ذكر المصدر الأمني أن عناصر من الجيش السوري لازالوا يقومون بمعمليات بحث عنها بعد أن سيطروا بالكامل على حي بابا عمر أمس. وأكد المصدر أن (المسلحون ما زالوا في أحياء الحميدية والخالدية والعمليات متواصلة لإخراجهم) منها. بدوره أكد ما يسمى قائد الجيش السوري الحر في اتصال مع وكالة فرانس برس في بيروت ان قواته نفذت انسحابا (تكتيكياً) من حي بابا عمرو (حفاظاً على ما تبقى من الأهالي والمدنيين). وقتل 39 شخصاً أمس في مناطق عدة في سورية معظمهم في حمص حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ففي حمص قتل 17 مدنياً في بساتين حي بابا عمرو الذي اقتحمته القوات النظامية أمس وبدأت حملة مداهمات واعتقالات فيه بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال ناشطون في حمص لوكالة فرانس برس ان 12 من هؤلاء الأشخاص (قتلوا بالسكاكين). وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الخميس ان الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري سيتوجهان اليوم الجمعة إلى بابا عمرو لإيصال مساعدات إنسانية وإجلاء الجرحى. وقالت اللجنة إنها تلقت مؤشرات إيجابية من السلطات تتعلق بطلبها إعلان هدنة إنسانية من ساعتين يومياً. كما طلب مجلس الأمن الدولي أمس الخميس من السلطات السورية السماح بالدخول الحر والكامل والفوري لفرق المساعدات الإنسانية إلى كل السكان الذين يحتاجون للإسعاف. وأعلنت دمشق أمس استعدادها (للتشاور حول موعد) لزيارة مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة فاليري اموس إلى سورية. ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن وزارة الخارجية والمغتربين ان وكيلة الأمين للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية طلبت القدوم في موعد لم يكن مناسباً لنا ومستعدون لمتابعة التشاور معها حول موعد مناسب للطرفين لبدء الزيارة. وفي ظل تواصل العمليات العسكرية وتطوراتها المتسارعة فقد تواصلت الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى حل يوقف المعارك وينهي الأزمة السورية، وقد أعلن وزير الخارجية الكويتي أمس ان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون الأربعاء المقبل في السابع من مارس اجتماعاً مع نظيرهم الروسي لبحث الأوضاع في سورية. وقال الشيخ صباح خالد الصباح في كلمة أمام مجلس الأمة الذي يجري مناقشة عاجلة للملف السوري ان دول مجلس التعاون ستعبر عن خيبة الأمل الخليجية من الموقف الروسي إزاء الأزمة السورية وستدعو روسيا لاتخاذ موقف يلبي طموحات الشعب السوري. وقال مجلس الأمة الكويتي أمس الخميس إنه سيدعم الجيش السوري الحر المعارض لنظام الحكم وطالب الحكومة الكويتية بقطع علاقاتها مع الرئيس السوري بشار الأسد. واقر البرلمان الكويتي أمس قرارا غير ملزم يدعو حكومة الكويت إلى تسليح المعارضة السورية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق بشكل كامل. ودعا القرار دول الخليج إلى (دعم الجيش السوري الحر بالسلاح). ولم تعترض الحكومة على القرار وقالت إنها ستبحث في التوصية قبل اتخاذ قرار نهائي في هذا الشأن. وأعلن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي من جهته أن المبعوث المشترك للجامعة العربية والأممالمتحدة بشأن سورية كوفي عنان سيبدأ مهمته الأربعاء المقبل بزيارة لمقر الجامعة العربية بالقاهرة، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق بين الجامعة والأممالمتحدة على تعيين شخصية عربية نائباً لعنان على أن تقوم الجامعة بتوفير الجهاز السياسي والإداري للمبعوث المشترك حتى يتمكن من أداء مهمته. بدورها قررت بريطانيا أمس سحب كل موظفيها الدبلوماسيين من سورية وتعليق عمل سفارتها لأسباب أمنية كما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان الخميس.