استهلت الجلسة الحادية عشرة من جلسات مؤتمر (التعليم الموازي - الحاضر والمستقبل) التي أقيمت اليوم الأربعاء 7-4-1433ه بكلمة ترحيبية من رئيس الجلسة الدكتور سالم بن مزلوه العنزي رحب فيها بالمشاركين والحاضرين في الجلسة التي تتمحور حول (الخبرات والتجارب في برامج التعليم الموازي)، معلناً في الوقت نفسه بدء الجلسة التي بورقة الأستاذ الدكتور مصطفى عبدالعظيم فرماوي حول (دراسة تحليلية لبرامج التعليم المفتوح في مصر وتطلعات المستقبل) وتناول فيها تحليلاً لبرامج التعليم المفتوح في مصر مقارنة بنظم التعليم الموازي في الدول العربية، وذكر بأن مصر بدأت تتجه للتعليم المفتوح منذ تسعينيات القرن الماضي حيث أنشئ أول مركز للتعليم المفتوح بجامعة القاهرة وكان الهدف منه هو إتاحة الفرصة للتنمية العلمية للعناصر البشرية الحاصلة على مؤهلات متوسطة وتعمل في مختلف مؤسسات الدولة من أجل ترقية أدائهم الوظيفي بالإعداد الأكاديمي الذي يزيد من معارفهم ومهاراتهم ويحقق الاستفادة من تجاربهم وخبراتهم في مجال عملهم بعد تأهيلهم لتولي المناصب القيادية التي تتطلب التأهيل على المستوى الجامعي. وبين الدكتور فرماوي بأن فكرة التعليم الموازي حدثت نتيجة توجه الدولة للتعليم المفتوح من أجل توفير قنوات مناسبة للطلاب للدراسة الجامعية خصوصاً مع ارتفاع معدلات الدرجات المطلوبة للالتحاق بالكليات الجامعية الحكومية وانتشار التعليم الجامعي الخاص بتكاليفه الباهظة، وأضاف أن الدولة جعلت من واقع إحساسها بالمسؤولية الاجتماعية تتجه للتوسع في هذا النوع من التعليم الذي يتيح للطالب الحصول على درجة البكالوريوس برسوم دراسية تعتبر رمزية مقارنة برسوم التعليم الجامعي الخاص، وأشار بأن الجامعات المصرية بدأت في وقت مبكر بالتوجه نحو الانتساب الموجه كبديل بأجر رمزي لالتحاق الطلاب الحاصلين على درجات منخفضة في الثانوية العامة بالجامعة كنوع من الالتزام المجتمعي من الدولة نحو أبنائها ومع التوسع في التعليم المفتوح صدر قرار المجلس الأعلى للجامعات في مصر باعتبار التعليم المفتوح هو البديل للانتساب الموجه. من جانبه أوضح الدكتور السعيد سليمان عواشرية من دولة الجزائر في دراسته حول (مدى تأثير برامج جامعة التكوين المتواصل بالجامعة الجزائرية في رسكلة الإعداد البيداغوجي للمتكون المعلم بالمدرسة الابتدائية والإعدادية) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين معلمي المرحلة الابتدائية والإعدادية المتكونين (أثناء الخدمة) بجامعة التكوين المتواصل تخصص توجيه مدرسي فرع باتنةبالجزائر وغير المتكونين (أثناء الخدمة) بذلك في إعدادهم البيداغوجي، مشيراً إلى عدم تأثير برامج جامعة التكوين المتواصل -تخصص توجيه مدرسي- بالجامعة الجزائرية في رسكلة الإعداد البيداغوجي للمتكون المعلم بالمدرسة الابتدائية والإعدادية. ثم بين الدكتور صالح بن حمد العساف في دراسته (التعليم الموازي: تجارب محلية وعالمية رؤية تحليلية للمفهوم والتطبيق) بأن مصطلح (التعليم الموازي) من المصطلحات الجدلية في مؤسسات التعليم العالي، منوهاً إلى أنه مصطلح بدأ يظهر حديثاً في أدبيات التعليم الجامعي وتطبيقاته على المستويين العالمي والمحلي إلا أنه بدأ متأخرا في الأدبيات والتطبيقات الجامعية العربية مقارنة بمثيلاتها العالمية. وأوضح الدكتور العساف بأن إشكالية مصطلح التعليم الموازي في تعدد مدلوله في الأدبيات تتمثل في: تعليم الكبار أو التعليم المستمر، تعليم جامعي يقدم في المساء، تعليم جامعي مدفوع، تعليم جامعي للمساهمة في تمويل الجامعة، تعليم جامعي بالانتساب، تعليم جامعي للتنمية المهنية، تعليم جامعي أثناء الخدمة. مشيراً إلى أن هذا التباين يعود في حقيقته إلى عدم الاتفاق على البعد الفلسفي الذي ينبثق منه فهل هو (البعد المعرفي) أم (البعد المهني) أم (البعد الاستثماري) أم (البعد الاجتماعي). وقارن الدكتور العساف بين تجربتين محلية وعالمية في المفهوم والتطبيق (جامعة الإمام وجامعة الملك سعود نموذجاً للجامعات المحلية) و(جامعة ولاية متشجن الحكومية وجامعة ولاية كاليفورنيا الحكومية نموذجاً للجامعات العالمية)، وخلص إلى أن التعليم الجامعي كما يُعْنى بالبحث الأساسي والتنظير فهو أيضا يُعْنى بالبحث التطبيقي والتنمية المهنية، وأضاف أنه تم تشخيص هذا التوجه في الجامعات العالمية بصورة أكبر مما هي عليه في الجامعات المحلية وذلك بتقديم برنامجين يختلفان في توجيه المقررات والأنشطة الدراسية بل في مسمى البرنامج (خطة أ) و(خطة ب) ونوع الدرجة التي يمنحها البرنامج وأن هذا التنوع في البرامج انعكس على مفهوم التعليم الموازي لدى تلك الجامعات.