وجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الثلاثاء إزاء ارتفاع وتيرة العنف في سورية نداء من أجل هدنة إنسانية لمدة ساعتين في اليوم من أجل نقل المساعدات إلى السكان. وفي حين اشتدت وتيرة المعارك في حمص مع ارتفاع عدد القتلى أمس إلى أكثر من 68 قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر في بيان ان عائلات بكامل أفرادها في حمص ومناطق أخرى متضررة تحتجز في منازلها منذ أيام ولا تستطيع الخروج لشراء الخبز ومواد غذائية أخرى والماء أو الحصول على العناية الطبية. ووجه نداءً عاجلاً إلى السلطات السورية وأعضاء المعارضة من أجل التقيد بهدنة يومية تستمر ساعتين على الأقل لإيصال المساعدات الإنسانية. وبرزت خلال الساعات الأخيرة التطورات في محافظة ادلب (شمال غرب) حيث نفذت القوات السورية عملية عسكرية تسببت بمقتل 33 شخصا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان . وبذلك ترتفع الى 68 حصيلة القتلى الذين سقطوا أمس في سورية بينهم 31 في القصف وإطلاق النار على مدينة حمص وريفها وثلاثة في ريف ادلب وواحد في ريف حلب وقد قتل هؤلاء في عمليات إطلاق نار من قوات النظام. وارتفعت أصوات تحذر من اقتحام المدينة وسط استمرار استقدام تعزيزات عسكرية إليها. وجاء في بيان للمرصد ان قافلة عسكرية ضخمة تضم 56 آلية بين دبابة وناقلة جند مدرعة وشاحنة شوهدت (نهاراً) على طريق دمشق حمص الدولي قرب بلدة قارة تسير باتجاه حمص. وقال ان هذه القوات بدأت هجوماً جديداً على مدينة حمص وحي بابا عمرو فجر أمس مستخدمة الدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ في محاولة لاحتلال المدينة وفرض السيطرة العسكرية والأمنية عليها، مشيراً إلى تمهيد للاقتحام بعملية قصف واسعة تستهدف الأحياء السكنية دون استثناء. دبلوماسياً توالت أمس الثلاثاء المواقف من مؤتمر أصدقاء سورية المقرر عقده بعد غد الجمعة في تونس. ففيما أعلن لبنان انه لن يشارك في المؤتمر انسجاماً مع موقفه من الأزمة السورية وهو النأي بالنفس لتجنب حصول تداعيات للازمة السورية على أرضه أعلن الأردن مشاركته. وفي موسكو أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس ان روسيا لن تشارك في مؤتمر أصدقاء سورية لان الهدف الحقيقي لهذه المبادرة ليس واضحاً بحسب الخارجية الروسية، في حين أعلنت الصين أنها لا تزال تدرس مختلف جوانب المؤتمر وأنها لم تحسم قرارها حول المشاركة. إلى ذلك قالت الجامعة العربية على لسان أمينها العام د. نبيل العربي إن هناك مؤشرات تأتى من روسيا والصين على تغير موقفيهما مما يجرى في سورية، وأشار في مؤتمر صحفي مشترك مع السفير القطري ناصر عبد العزيز النصر رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أنه أجرى مباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن الاتفاق على إرسال مبعوث خاص إلى دمشق. ووسط الاشتباكات الدموية بين المعارضة ونظام الرئيس بشار الأسد أكدت الولاياتالمتحدة أمس أنها لا تؤيد تسليح المعارضة السورية إلا أنها لا تستبعد الفكرة كلياً/ في حين أكد البيت الأبيض في الوقت نفسه تأييده لفكرة الهدنة الإنسانية. وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند للصحافيين (من وجهة نظرنا لا نؤمن انه من المنطقي المساهمة الآن في المزيد من العسكرة في سورية). وأضافت (لا نريد ان نرى زيادة في تصاعد العنف. وعلى الرغم من ذلك، فانه إذا لم نتمكن من جعل الأسد يذعن للضغوط التي نمارسها جميعنا عليه فربما سيتعين علينا ان نفكر في اتخاذ مزيد من الإجراءات). وأكدت (نحن لم نستبعد أي شيء). وقبل أيام على الاستفتاء على الدستور الجديد الذي دعت إليه السلطات الأحد نفذ اعتصام عصر أمس أمام مجلس الشعب السوري بدعوة من أحزاب مرخص لها في سورية ضم حوالي مئتي شخص اعتراضا على الفقرة الثالثة في الدستور التي تنص على ان الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع وتشترط ان يكون رئيس البلاد مسلماً. وهتف المعتصمون بالعامية (سوريين سوريين كلنا متحدين)، و(سوريين سوريين لا يفرقنا دين)، وعلقوا لافتة بطول أربعة أمتار كتب عليها (نعم للدستور لا للمادة الثالثة).