سقط 68 قتيلا في اعمال عنف في سوريا أمس الثلاثاء، ووجهت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، ازاء ارتفاع وتيرة العنف، نداء من اجل هدنة انسانية لمدة ساعتين في اليوم من اجل نقل المساعدات الى السكان. وأيدت واشنطن ذلك، حيث قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان «الاعمال المشينة التي يقوم بها نظام الاسد ادت الى وضع اصبحت فيه الامدادات الانسانية الاساسية شحيحة للغاية». وفي جانب آخر، قالت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما انها لا تؤيد تسليح المعارضة السورية، الا انها لا تستبعد الفكرة كليا. وفيما اشترطت تونس لاستضافة مؤتمر اصدقاء سوريا المقرر الجمعة ألا يتخذ قرار بالتدخل العسكري في سوريا، بحسب زعيم حزب النهضة الاسلامي التونسي راشد الغنوشي، اعلنت روسيا انها لن تشارك في هذا الاجتماع. ولحقت بها لبنان، حيث افاد مصدر لبناني ان بلاده لن تشارك في مؤتمر اصدقاء سوريا، انسجاما مع موقفه من الازمة السورية وهو النأي بالنفس. وبرزت خلال الساعات الاخيرة التطورات في محافظة ادلب (شمال غرب)، حيث نفذت القوات السورية عملية عسكرية تسببت بمقتل 33 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يوزع بيانات متلاحقة عن تطور الوضع على الارض في سوريا. وجاء في بيان صادر عن المرصد «ارتفع الى 33 عدد الشهداء المدنيين الموثقين بالاسماء وظروف الاستشهاد لدى المرصد السوري لحقوق الانسان، وقد قتلوا اليوم (امس) خلال عملية عسكرية نفذتها القوات السورية في قرية ابديتا» في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب. وبذلك ترتفع الى 68 حصيلة القتلى الذين سقطوا الثلاثاء في اعمال عنف في سوريا، بينهم 16 في القصف على مدينة حمص، وخمسة في القصير في ريف حمص، واثنان في قرية ترمبة في ادلب، وواحد في ريف حلب، وقد قتل هؤلاء في عمليات اطلاق نار من قوات النظام. واستمر القصف العنيف لليوم الثامن عشر على التوالي على مدينة حمص (وسط)، حاصدا مزيدا من القتلى بينهم ثلاثة اطفال، وارتفعت اصوات تحذر من اقتحام المدينة وسط استمرار استقدام تعزيزات عسكرية اليها. وجاء في بيان للمرصد ان «قافلة عسكرية ضخمة تضم 56 آلية بين دبابة وناقلة جند مدرعة وشاحنة شوهدت (نهارا) على طريق دمشق حمص الدولي قرب بلدة قارة تسير باتجاه حمص». وتحدث المجلس الوطني السوري في بيانه عن معلومات حول «قيام النظام خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية باستقدام حشود كبيرة من قواته الى محيط مدينة حمص لتكرار محاولة الاقتحام التي منيت بالفشل على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية». وقال ان هذه القوات «بدات هجوما جديدا على مدينة حمص البطلة وحي بابا عمرو فجر الثلاثاء مستخدمة الدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ، في محاولة لاحتلال المدينة وفرض السيطرة العسكرية والأمنية عليها»، مشيرا الى «تمهيد للاقتحام بعملية قصف واسعة تستهدف الأحياء السكنية دون استثناء». ووصف عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال مع وكالة فرانس برس القصف على حمص اليوم «بانه الاعنف»، مضيفا «للأسف كل يوم نقول ان اليوم هو الاعنف، لان القصف يتصاعد يوميا بشكل فظيع». وناشد المجلس الوطني في بيانه المنظمات الدولية «التحرك الفوري من أجل فك الحصار عن مدينة حمص والعمل على توفير إمدادات الغذاء والدواء المنقطعة عنها منذ نحو شهر بسبب الحصار الخانق الذي يقوم به النظام». ودعا المجلس جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الى «تبني خطوات عملية من اجل وقف الهجمة الوحشية على حمص وباقي المدن، واتخاذ الإجراءات العاجلة لحماية المدنيين وتأمين المساعدات اللازمة وإسعاف المصابين».