لم يعد وصم الأنظمة والدول التي تحكمها باسم (الدول المارقة) يكفي للإشارة إلى الدول التي تديرها أنظمة لا تلتزم بالحد الأدنى من الضوابط الدولية والقيم الأخلاقية، وإذا كانت الأسرة الدولية قد تخلصت من نظام معمر القذافي الذي نشر الفوضى وساند الإرهابيين في أكثر من مكان في العالم فإن البشرية تعاني من انفلات أنظمة أخرى لا تقل شروراً عن نظام القذافي المقبور إن لم تتجاوزه في الشرور، ويأتي على رأس هذه الأنظمة نظام الملالي في طهران ونظام بشار الأسد في دمشق اللذان تخطا بشرورهما حدود البلدين اللذين ابتليا بحكمهما، إذ لم يكتف هذان النظامان بإذاقة شعبيهما كل أصناف القمع والتعذيب والقتل الذي يتجسد كل يوم مثلما نشاهده في المدن السورية وما يحصل بين الفينة والأخرى في إيران. وإذا كانت الدول العربية قد عانت ولا تزال من الأعمال الإرهابية التي نفذتها العصابات الإرهابية المرتبطة بالنظام الإرهابي في إيران وخاصة في العراق واليمن ولبنان وسوريا ودول الخليج العربية، فإن هذه العصابات أخذت في نشر عملياتها الإرهابية في مناطق أخرى وتوسيع أعمالها التي وصلت إلى دول أمريكا اللاتينية كالأرجنتين ودول أوروبية وآسيوية، وحاولت تنفيذ أعمال إرهابية حتى داخل أمريكا التي كشفت أخيراً من مؤامرة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، والمحاولة التي كشفتها الأجهزة الأمريكية كانت تستهدف تفجير مطعم يرتاده السفراء والسياسيون في العاصمة الأمريكية مما كان سيتسبب في سقوط العديد من الضحايا. آخر الأعمال الإرهابية التي نفذتها العصابات الإرهابية الإيرانية ثلاث عمليات إجرامية في أوقات متقاربة واحدة في الهند والأخرى في جورجيا وأخيراً وليس آخراً في تايلند التي شهدت عاصمتها بانكوك سلسلة انفجارات خلفت خمسة جرحى أحدهم المسؤول عن هذه الانفجارات وهو إيراني وفقاً للوثائق التي عثرت عليها السلطات التايلندية التي قبضت عليه بعد أن بترت ساقيه ولم يستطع الهرب واللحاق بزميليه اللذين اعتقل أحدهما وهو إيراني أيضاً في مطار بانكوك. أسلوب نشر الإرهاب الذي أصبح نهجاً إيرانياً منذ وصول الملالي للحكم وتوزع على خارطة كبيرة شملت العديد من المواقع لم تخل منه قارة فمن أوروبا إلى الأرجنتين إلى إفريقيا إلى أمريكا إلى آسيا في الهند وباكستان وأفغانستان والدول العربية لتجعل من هذا النظام زعيماً بلا منافس للأنظمة المارقة التي يجب التخلص منها لصالح البشرية والسلام والأمن العالميين.