القدس المحتلة، كوالالمبور، بانكوك - أ ف ب، رويترز - أعلنت الشرطة الماليزية اعتقال إيراني يشتبه في أنه أحد المشاركين في تفجيرات بانكوك الثلثاء. ووجهت تايلاند رسمياً اتهامات إلى إيرانيين اثنين اعتقلا في العاصمة بالتورط في «مؤامرة» كانت تستهدف ديبلوماسيين إسرائيليين، فيما نفت طهران أي تورط لها في الهجمات وحملت عناصر مرتبطة «بالنظام الصهيوني» مسؤوليتها. وجاء في بيان صدر عن قائد الشرطة الماليزية إسماعيل عمر مساء الأربعاء أن السلطات اعتقلت المشتبه به «الإيراني ويخضع للتحقيق في إطار الأنشطة الإرهابية على علاقة بتفجيرات تايلاند». وصرح المتحدث باسم الشرطة الماليزية رملي يوسف أن السلطات التايلاندية أبلغت بالاعتقال وأنه لا يعلم ما إذا قدمت تايلاند طلباً لتسلمه. وفيما ذكرت الاستخبارات التايلاندية أن الرجل هو أحد المشتبه بهم الإيرانيين الثلاثة في تفجيرات بانكوك، أعلن وزير الخارجية التايلاندي سورابونغ توفيشاكشايكول أن الإيرانيين الاثنين اللذين اعتقلا الثلثاء في بانكوك اتهما الأربعاء رسمياً «بالتسبب بانفجار في مكان عام ومحاولة قتل ضباط (في الشرطة) وأشخاص من الجمهور». إلا أنه رفض الحديث عن «عمل إرهابي» في هذه المرحلة من التحقيق. لكنه أضاف أن الوضع «مشابه» للهجوم على ديبلوماسيين إسرائيليين في الهند. وكانت السلطات التايلاندية أعلنت توقيف رجلين يحملان جوازي سفر إيرانيين أحدهما قيل أنه يدعى سعيد مراتي (28 سنة) أصيب بجروح خطيرة بانفجار عبوة ناسفة في إطار سلسلة تفجيرات في وسط حي سكني في بانكوك. وصرح مسؤول في الاستخبارات التايلاندية أن «فريق الإيرانيين الثلاثة هذا هو فريق قتلة وأهدافه ديبلوماسيون إسرائيليون أحدهم السفير». وأضاف أن «خطتهم كانت إلصاق قنبلة على سيارة ديبلوماسية». وإلى جانب الموقوفين الاثنين في بانكوك، والرجل الثالث الذي تمكن من الفرار إلى ماليزيا حيث اعتقل هناك، يجري البحث عن امرأة إيرانية أيضاً يشتبه بأنها استأجرت لهم منزلاً في شرق المدينة حيث وقع الانفجار الأول. وحصل الانفجار الأول، الذي يعتقد أنه غير متعمد، في منزل وتم استدعاء خبراء المتفجرات لمعاينته في شارع سوخومفيت في شرق بانكوك. وعلى الأثر، شوهد ثلاثة رجال يفرون. وقال مسؤولون إن أحدهم ألقى قنبلة على سيارة أجرة رفضت التوقف، ثم حاول إلقاء أخرى على الشرطة، فانفجرت على قارعة الطريق المزدحم فتمزقت ساقاه. وتم توقيف إيراني آخر في وقت لاحق في مطار بانكوك الدولي لكن السلطات لم تؤكد صلته بالتفجيرات، فيما اعتقل الثالث في ماليزيا. وسارعت إسرائيل إلى الربط بين تفجيرات بانكوك وهجومي جورجيا والهند حيث أصيبت ديبلوماسية إسرائيلية بجروح خطيرة. وقال سفير إسرائيل في تايلاند اسحق شوهام إن هؤلاء من «الشبكة نفسها» التي ينتمي إليها منفذو الهجمات على مصالح إسرائيلية في جورجيا والهند. وقال إن «هناك نقاط تشابه في الأشياء التي عثر عليها. المتفجرات التي تبدو مشابهة جداً لتلك التي استخدمت في الهند وجورجيا. لذلك ننطلق من مبدأ أن هذا جزء من شبكة واحدة». وأضاف: «بالتأكيد نعتقد أن إيران تقف وراء ذلك». ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء أن «أعمال إيران الإرهابية كشفت على الملأ». وقال إن «إيران هي أكبر مصدرة للإرهاب في العالم. وأثناء هذه الأيام يتم اكتشاف عملياتها الإرهابية على الملأ»، متهماً الجمهورية الإسلامية بأنها «تزعزع الاستقرار في العالم وتضرب ديبلوماسيين أبرياء في كل أنحائه». ونفى الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست الأربعاء أي علاقة لإيران بانفجار بانكوك وحمل عناصر مرتبطة «بالنظام الصهيوني» مسؤوليتها. ونقل موقع التلفزيون الإيراني الحكومي أن مهمانبرست «رفض اتهامات النظام الصهيوني (لإيران) بمشاركة في انفجار بانكوك واتهم هذا النظام بالسعي للمساس بالعلاقات الودية والتاريخية بين إيران وتايلاند». وأضاف إن «جمهورية إيران الإسلامية تعتبر أن عناصر النظام الصهيوني مسؤولة عن هذه الجريمة وأنها مستعدة لمساعدة الحكومة التايلاندية والتعاون معها من أجل إلقاء الضوء على هذه الحوادث». وفي واشنطن دانت وزارة الخارجية الأميركية الهجمات وعبرت عن قلقها إزاء «تزايد» أعمال العنف في العالم. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن «هذه الأحداث وقعت في سياق محاولات الاعتداء التي أحبطت وكانت تستهدف إسرائيل والمصالح الغربية» في إشارة إلى تفجيرات الهند وجورجيا التي أصيبت خلالها ديبلوماسية إسرائيلية في نيودلهي. وكانت السفارة الأميركية حذرت في كانون الثاني (يناير) من هجمات محتملة «لإرهابيين أجانب» في بانكوك. وأعلنت السلطات بعد ذلك توقيف رجل قالت انه مرتبط بحزب الله اللبناني ووضعت العاصمة تحت المراقبة. لكن الشرطة التايلاندية قالت الأربعاء إن لا شيء يسمح حالياً بالربط بين الملفين. وكان الجنرال في الشرطة التايلاندية ويتشيان بوتفوسري والأمين العام لمجلس الأمن القومي أعلن الثلثاء بعد اجتماع لكبار المسؤولين الأمنيين في تايلاند أن «الحادث (الثلثاء) سببه التوتر السياسي الحالي على الساحة الدولية». وأضاف: «لا يحصل هذا فقط في تايلاند وإنما في أماكن أخرى». وأوضح أن المتفجرات كانت مزودة بمغناطيس يبدو شبيهاً بقطع مغناطيسية استخدمت في تفجير الهند والعبوة الناسفة التي أبطل مفعولها في جورجيا، لافتاً إلى أن قوة المتفجرة الضعيفة نسبياً توحي بأن الأهداف كانت أشخاصاً.