هذه المقالة عن رعاية الشباب أعترف بداية أنها لن توفي الموضوع الذي سأتكلم عنه حقه، وما ذلك إلا لأهمية الأمر، وضخامة القضية، ولكنني سأحاول أن أضع الخطوط العريضة لإيماني بأن من أخاطبه قارئ مميز ويدرك من التفاصيل أكثر مما أملك من معلومات وأعني به سمو الرئيس العام لرعاية الشباب، صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد، هذا المسؤول الشاب الآتي من بين الشباب لديه مسؤوليات ضخمة لا يقدر عليها إلا من أوتي عزيمة وإخلاصاً ودراية بما أوكل إليه فهو فقيه بحاجات هذه الفئة من المجتمع ومدرك أهمية أن يكون المسؤول مع المواطن المعني بخدمته في ميدان العمل سامعاً ومسمعاً صوته للفئة المستهدفة بكل صدق ومسؤولية. الرئاسة العامة لرعاية الشباب كما أعلم ليست معنية فقط بالألعاب الرياضية والمنافسات المحلية والدولية، ولكنها معنية بنفس الدرجة بتحقيق ما يتطلع إليه الشاب السعودي من تنمية فكرية وإبداعية تتوافق والتنمية الجسدية، ولذا فإنني سأضع نقاطاً محددة أتطلع إلى أن أرى تفاعل الرئاسة ورئيسها الخلوق معها ومحاولة تحريك ما ركد منها في أنديتنا الرياضية المنتشرة على طول البلاد وعرضها، وهذه النقاط أوجزها فيما يلي: -1 تعيش أنديتنا حالة من (الخمود) في النشاط الثقافي، وهذا التكاسل غير مبرر لعلمي أن الكثير من العلماء والأدباء والشعراء يتمنون أن يحيوا أمسية أو يلقوا محاضرة في أي نادٍ من النوادي الرياضية، ولا أريد أن تقول هذه الأندية إنها أقامت كذا وكذا من المحاضرات والأمسيات فالمطلوب تكثيف هذه المحاضرات والأمسيات لأهميتها في بناء شخصية الشباب وروحه الإبداعية. -2 للعمل التطوعي أثره الكبير والمهم في تكوين الشاب وبنيته العقلية المعطية لا الآخذة، ويعد العمل التطوعي من أكثر ميادين بناء هذه الشخصية وهذه العقلية، لكونه يعتمد على العطاء دون انتظار مقابل، والإيثار الذي هو من تعاليم هذا الدين الحنيف، والأندية الرياضية تملك القدرة المؤثرة في الشاب للانخراط في أي عمل تطوعي، نتائجه يلمسها كل فرد يعيش على تراب هذا الوطن، مثل التثقيف المروري، والتوعية بأخطار المخدرات، والمساهمة في المحافظة على نظافة المدن، وغير ذلك من المهام التطوعية التي هي غاية في الأهمية. -3 المساهمة في بث أهمية القراءة بين الشباب بإقامة المسابقات الثقافية المتكررة، برعاية الشركات الراعية لهذه الأندية والتي أعتقد أنها لن تتأخر في التجاوب مع مثل هذه الفكرة، وكذلك تهيئة المكتبات المميزة داخل كل نادٍ رياضي وتكون متاحة لكل من أراد المطالعة والبحث. -4 رعاية الرئاسة للإبداع والمبدعين من الشباب وإقامة المسابقات بينهم على مستوى الأندية، فما أجمل أن يكون لدينا مشجع فكري إبداعي هلالي مثلاً أو نصراوي أو اتحادي إلى آخره من أندية الوطن، ولا يكون التشجيع فقط في المجال الرياضي. -5 عقد ملتقيات محلية ومؤتمرات دولية تبحث في شؤون الشباب اجتماعياً وثقافياً وفكرياً، ثلاثي مهم يجب العناية به، بل العناية الفائقة فما وقعت في المجتمعات العربية والإسلامية من انفلات أخلاقي وتطرف فكري ما هو إلا نتيجة عدم العناية بالشباب العناية التي تكفل لهم عدم التطرف ذات اليمين وذات الشمال. نقاط خمس وضعتها كرؤوس أقلام فقط، وإلا بسط الحديث حولها وتمحيصها لتكون بالشكل المناسب للتطبيق يحتاج منا الكثير من التفصيل والكثير من البحث المتعمق لنكتشف المزيد من القضايا المهمة والحساسة التي فئة الشباب خاصة بحاجة إليها. هذه الرسالة الموجزة لرئيس رعاية الشباب، الشاب المتقد حماساً هكذا أحسبه والله حسيبه الأمير نواف بن فيصل قصدت بها تحريك المياه الراكدة في هذه المسارات الهامة من حياة شباب الوطن، فالشباب ليس فقط كرة قدم وأخواتها، بل هم فكر وإبداع وإنجاز حضاري متنوع ومتجدد. آمل أن يكون ما أوجزته في هذه المقالة دافعاً لبسط الأمر وتحقيق الأمل على يدي الأمير الشباب.