ما تشهده المدن السورية من مذابح ومجازر لم يعد يُحتمل، لا من الأهالي الذين يقطنون في تلك المدن ولا من أشقائهم العرب والمسلمين، بل ولا حتى من الآخرين، أوربيين وشرقيين وأمريكيين. وضعٌ أشبه بالجحيم! الصواريخ تسقط على رؤوس السكان وتهدم المنازل على المقيمين بها والذين لا يستطيعون حتى إخراج وانتشال الجثث التي كتب عليهم أن يتعايشوا معها مجترين الألم والحزن على ذويهم وغير قادرين على إسعاف وعلاج الجرحى، فلا هم بقادرين على إخراجهم من أماكن إصابتهم ولا يستطيعون علاجهم بعد أن عجزت المشافي عن استقبالهم، وحتى وإن نقلوا إلى تلك المشافي يقف الأطباء عاجزين عن تقديم أي شيء في ظل فقدان الأدوية والعلاجات حتى البسيطة التي استهلكت جميعاً بسبب كثرة الجرحى وتعدد الإصابات. أما الحالة الإنسانية الأخرى وبالذات الحياة المعيشية وخاصة في مدن حمص وأدلب والزبداني، ومدن درعا ودير الزور، فلا يجد السكان حاجتهم من المواد الأساسية فلا وجود للخبز والمواد المعيشية الأخرى، إذ تناقصت الوجبات الغذائية وأصبح الناس يعيشون على الكفاف. هذا الوضع الإنساني المتردي والذي فرضه نظام الأسد كعقاب جماعي للشعب السوري الذي حرم في البداية من الكهرباء والاتصالات و(المازوت) في فصل بارد وقارص يضاف إليه (التجويع) المفرط الذي يفرض على المجتمع الدولي التحرك قبل فوات الأوان. المحزن والذي يثير الحنق والغضب أن الدول العربية لم تتحرك حتى الآن ومع أن بعض المساعدات القادمة من المملكة العربية السعودية ودول الخليج قد وصلت إلى مخيمات اللاجئين في الأردن ولبنان وتركيا، إلا أن المواطنين داخل سوريا يتعرضون لتجويع مفرط من قبل نظام الأسد، وهذا ما جعل فرنسا... نعم فرنسا تتحرك لتكوين تجمع دولي تحت اسم (أصدقاء سوريا) للبحث عن إيجاد وسائل لإنقاذ السوريين من الجوع كإرسال مواد إغاثة معيشية وطبية وفرض ممرات آمنة لإيصال هذه المساعدات. أما الدول العربية فلا تزال غائبة عن هذا التحرك الإنساني الذي لا يمكن أن يعترضه فيتو روسي ولا فيتو صيني..!!