لقد حثت الشريعة الإسلامية المسلمين على الاهتمام بجانب الفضيلة والرفع من قيمتها في نفوسهم لأن ذلك يعني وضع حاجز يمنع الوقوع في الرذائل الممقوتة شرعاً وعقلاً ولا يجعل للفاحشة ومقدماتها سوقاً رائجة في أوساط المسلمين، لذلك ورد النهي الشديد عن ترويج الفاحشة وأن من يفعل ذلك يعرض نفسه للغضب الإلهي، قال تعالى: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب آليم . إن هناك منكرات يجب الحذر منها قبل وقوعها بسد منافذها، وينبغي للمحتسب أن يوليها الاهتمام والعناية ما تستحق حتى يحيي الفضيلة ويميت الرذيلة، وفي مقدمة هذه المنكرات فتنة النساء، لأن المرأة إذا انحرفت عن منهج الشريعة وقيمها واستهوتها الشياطين كانت أخطر ما يقوض الفضيلة وينشر الرذيلة لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنحرفات من النساء: (فما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). لذلك لابد من إعداد المرأة الإعداد اللائق والاهتمام بمهمتها في الحياة كمربية للأجيال ومدرسة يتخرج منها من يحمل أمانة الأمة ورسالتها وفي ذلك قال الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق فدور المرأة لا ينبغي أن يغيب عن كل من له القدرة في الاحتساب في شأنها سواء كان في أقربائها أو من الغيورين المسلمين على عفافها وطهرها لأن في ذلك طهراً للأمة,, كيف لا؟ وقد قوضت أمة بكاملها بسبب فتنة النساء حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن بني إسرائيل (إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) لهذا كانت المرأة ومنذ القدم يتخذها أعداء الدين من شياطين الإنس والجن مطية ولعبة يحققون بها أغراضهم الدنيئة وذلك بنشر الرذيلة والفاحشة والترويج لها وإعلانها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (,, لم تظهر الفاحشة يعني الزنا في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم) رواه ابن ماجة وصححه الألباني. وخوفاً من هذا كانت المرأة محط أنظار المحتسبين في الماضي وهنا نذكر بعض المنكرات التي كان يحتسب عليها فيها في الماضي وهي بلا شك مواطن احتساب على المرأة في كل زمان ومكان ومنها كما ذكرها د, علي بن حسن القرني: إنه يحتسب على المرأة منعها من السفر بدون محرم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسافة قصر إلا ومعها ذو محرم) رواه البخاري كما يحتسب على الحرة بأن تمنع من كشف وجهها والكف والقدم فيما يقع عليها نظر الأجنبي، كما يحتسب عليها أن لاتزور القبور فقد روى عبدالرحمن بن حسان بن ثابت عن أبيه قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور),,كما يحتسب على الرجل والمرأة إذا كانا في خلوة وكانا أجنبيين عن بعضهما, وإذا سمع والي الحسبة بامرأة عاهرة أو مغنية استتابها عن معصيتها فإن تابت وإلا عزرها ونفاها من البلد, ويحتسب على المعتدات من النساء عن موت أو طلاق بائن ان يتجنبن الزينة كالكحل والحناء والتحلي والطيب ولبس المطيب والمصبوغ بالمعصفر والزعفران, ويحتسب على المرأة أن لا تقص شعرها كالرجل، سئل ابو بكر الصديق رضي الله عنه عن امرأة قطعت شعرها؟ قال عليها أن تستغفر الله وتتوب ولا تعود إلى مثله، قيل: فإن فعلت ذلك بإذن زوجها؟ قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، قيل له: لم لا يجوز ذلك؟ قال: لأنها شبهت نفسها بالرجال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال) رواه البخاري ويحتسب على المرأة المطلقة طلاقا رجعياً ان تعتد في بيت زوجها ولا تخرج إلى بيت أهلها كما يفعل غالبية النساء اللاتي يحصل لهن هذا الطلاق اليوم.