دمشق - عمان - نيويورك - القاهرة - أسطنبول - وكالات: قررت الجامعة العربية أمس السبت تجميد عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بسبب «تصاعد وتيرة العنف», حسبما ذكر مسؤول في الجامعة. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن قراراً اتخذ ب»تجميد عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا نظراً لتصاعد وتيرة العنف في الساحة السورية». وكان رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي أعلن الجمعة أن معدلات العنف في سوريا «تصاعدت بشكل كبير» خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. بدوره, ارجأ الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي سفره الى نيويورك الذي كان مقرراً أمس السبت الى اليوم الأحد بعد تأجيل جلسة مجلس الأمن حول الأوضاع في سوريا الى الثلاثاء بدلاً من الاثنين، حسبما أعلنت الجامعة العربية. وكان العربي أعلن الخميس أنه سيغادر مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم أمس السبت الى نيويورك لحضور اجتماع لمجلس الأمن الاثنين لعرض الخطة العربية الجديدة حول إنهاء الأزمة السورية، وطلب «مصادقة» المجلس عليها. ويعتزم مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع الثلاثاء مع جامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية، آملاً في أن يسهم تقديم الجامعة لخطة لنزع فتيل الموقف في كسر جمود الأزمة الممتدة منذ شهور. وقدم الأوروبيون ودول عربية الجمعة الى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار جديد حول سوريا يستند الى خطة التسوية التي أعدتها الجامعة العربية، إلا أنه اصطدم فوراً ب»خطوط حمراء» وضعتها روسيا. وجاءت مبادرة توجيه الدعوة للعربي للحضور إلى نيويورك من أعضاء أوروبيين في المجلس المكون من 15 دولة، تحدوا روسيا والصين في معركة حاسمة بشأن قضايا حقوق الإنسان. وقال المجلس الوطني السوري المعارض إنه سيطلب من مجلس الأمن الدولي ضمان حماية من نظام الرئيس بشار الأسد، بحسب متحدث بلسان المجلس السبت. وقالت المجموعة التي تضم أطيافاً من المعارضة «قررنا التوجه الى مجلس الأمن برئاسة برهان غليون لعرض القضية السورية على مجلس الأمن.. لضمان الحماية»، وذلك بحسب تصريح عضو اللجنة التنفيذية للمجلس سمير نشار خلال مؤتمر صحافي في أسطنبول. من جهة أخرى, ناقشت دول الخليج وتركيا الوضع في سوريا في اجتماع عقد أمس السبت في أسطنبول. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لدى افتتاح الاجتماع «نحن عازمون على أن نجعل من الشرق الأوسط منطقة سلام واستقرار وازدهار». وأوضح مصدر دبلوماسي أن الوضع في سوريا سيذكر في البيان الختمي لهذا الاجتماع الذي يعقده وزراء الخارجية. ورأى وزير الخارجية التركي أن عدد الضحايا المدنيين في سوريا بلغ «حداً مقلقاً». وأضاف أن «من الملح الآن أن يتخذ جميع أعضاء المجموعة الدولية وخصوصاً مجلس الأمن التدابير الضرورية بطريقة حازمة وملحة» حول الوضع في سوريا. وعلى الصعيد الميداني, اندلعت اشتباكات عنيفة في ريف حمص (وسط) بين القوات السورية ومنشقين, مما أسفر عن مقتل خمسة من عناصر الجيش والأمن في منطقة الحولة وثلاثة منشقين في مدينة الرستن, حسبما أفاد ناشط حقوقي أمس. وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «اشتباكات عنيفة جرت أمس في الحولة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 5 عناصر من الأمن والجيش فيما أسفرت الاشتباكات التي جرت في الرستن عن مقتل 3 منشقين». كما ذكر المرصد الجمعة أن عشرة جنود سوريين انشقوا عن الجيش في محافظة إدلب، شمال غربي البلاد. وفي مدينة حماة, قال نشطاء أمس السبت إنه تم العثور على جثث 17 رجلاً ملقاة في شوارع المدينة تحمل آثار طلق ناري في الرأس. وكانت قوات الرئيس السوري بشار الأسد اعتقلت هؤلاء الرجال خلال هجوم الأسبوع الماضي على المدينة. وقال النشط أبو الوليد في المدينة إنهم أعدموا «أغلبهم برصاصة واحدة في الرأس, وتركت السلاسل الحديدية التي جرى تكبيل سيقانهم بها كرسالة للناس للتوقف عن المقاومة». وذكر ناشط آخر أن الجثث ألقيت في شوارع خمسة أحياء سكنية في حماة مساء الخميس.