في الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية، وتحديداً «جنوبي غربي» منطقة المدينةالمنورة، تتربع «محافظة بدر» التي يشبه موقعها الجغرافي ملامح القمر عند اكتماله، واحتضن ترابها شموخ «غزوة بدر» التي سطّر فيها المسلمون أروع انتصاراتهم، وتميزت هذه المحافظة عن غيرها من المواقع الإسلامية بأن ذكر الله عز وجل اسمها في القرآن الكريم، ونزلت الملائكة على جبالها، وعاش في جنباتها الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وثلة من صحابته رضوان الله عليهم جميعاً. ومحافظة «بدر»، هي إحدى محافظات منطقة المدينةالمنورة الست، وتبلغ مساحتها (8226 كيلومتر مربع)، وتمثل 5.5 % من مساحة المنطقة، بينما يبلغ عدد سكانها (61577 نسمة)، واختلف المؤرخون في تسمية المحافظة ب» بدر»، فمنهم من نسبها إلى اسم بدر بن يخلد بن النضر، وهو من «كنانة» وقيل إنه من «بني ضمرة»، وسكن هذا المكان في قديم الزمان فسُمّيت به، وقيل إن الاسم جاء انتساباً إلى «بدر بن قريش» الذي حفر بئراً في بدر فسميت البئر باسمه، بينما ذكر معجم البلدان لياقوت الحموي، أن إطلاق اسم «بدر»، جاء من ماء مشهورة بين مكةوالمدينة في أسفل وادي الصفراء، وذكر آخرون أن هذه التسمية نسبة لشكل أرضها التي تحيط بها الجبال من كل جهة، مما جعل أرضها تشبه ملامح القمر عند اكتماله بدراً. واشتهرت محافظة بدر منذ عصر الجاهلية، نظراً لشهرة مائها المعروف باسم (ماء بدر)، ومنحت مكانة اقتصادية متميزة نظير موقعها الإستراتيجي على طريق القوافل التجارية المتجهة للشام من مكة، والطريق القادم من المدينة لميناء المدينة القديم على البحر الأحمر، وشهدت أرضها إقامة أحد الأسواق المشهورة عند العرب آنذاك. ونالت المحافظة شرفًا كبيراً لم تنله أي بقعة في العالم، إذ احتضن ثراها 14 شهيداً من المسلمين الذين شاركوا في «غزوة بدر» دفن 13 منهم فيها، وواحد في مكان يسمى «الحمراء» ويبعد 30 كيلومتر شمال المحافظة باتجاه المدينةالمنورة.