لم يكن يحلم بالعالمية أو أنه سيتجاوز حدود وطنه الصغير اليمن أو وطنه العربي الكبير لكنه بإخلاصه لهوايته التي تحولت إلى احتراف وصل إلى العالمية وفي الوقت الذي كان يكرم فيه في معارضه التي أقامها عن اليمن في أمريكا كان يطرد ويفصل من عمله في بلده الأصلي تلكم هي قصة الفنان المصور العالمي ناجي نعمان رئيس الجمعية الأمريكية للفنون الجميلة ورحلة من عدن على ضفاف بحر العرب في اليمن إلى ضفاف الأطلسي في أمريكا فإلى تفاصيل الحوار: * قصتك مع التصوير من البداية حتى الوصول إلى أمريكا؟ - بدأت معي هواية التصوير منذ الصغر فقد مارست التصوير وعمري عشر سنوات وكبرت معي الهواية حتى تم ابتعاثي إلى لبنان ودرست الإخراج السينمائي إلى جانب فن التصوير وعدت إلى اليمن - جمهورية اليمن الديمقراطي سابقاً - وأسست دائرة إنتاج الأفلام السينمائية الوثائقية بوزارة الثقافة والإعلام حين ذاك وقد انضم معي زميل آخر مصور سينمائي اسمه جعفر محمد علي وهو أول يمني يخرج فيلماً روائياً كان عنوانه من الكوخ إلى القصر وبقيت أمارس التصوير كاحتراف بعد الدراسة للطبيعة والإنسان والفعاليات الرسمية إلى جانب مساهمتي في الإخراج السينمائي طبعا للأفلام الوثائقية حيث لم يكن هناك أفلام روائية وأقمت عدداً من المعارض الشخصية عن اليمن وعن سلطنة عمان وخلال معرض لي في صنعاء عن عمان تلقيت عدداً من الدعوات إلى إيطاليا والمغرب وفرنسا لكن تم ترشيحي للسفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية من قبل مكتب الثقافة بصنعاء ضمن وفد ثقافي وفعلاً اخترت الذهاب إلى الولاياتالمتحدة وأجلت استجابة الدعوات لأن الفرص في أمريكا أكبر إلى جانب أن هناك جالية يمنية كبرى في أمريكا وعندما وصلت إلى أمريكا أقمت أول معرض لي في نيو يورك -مدينة لوكوانا - وحصلت عليه جائزة من حاكمة المقاطعة مفتاح المدينة الذهبي ووصلت أصداء معارضي لليمن من خلال وسائل الإعلام لكني فوجئت وأنا في ذروة أدائي لواجبي بالتعريف باليمن أنه تم قطع راتبي وفصلي من الخدمة بحجة غيابي دون مبرر فلم يكن أمامي غير البقاء في أمريكا وتم وبقيت حتى حصلت على الجنسية الأمريكية ولا تزال أسرتي منقسمة نصفها في أمريكا ونصفها في اليمن. * متى كان أول معرض أقمته؟ - أول معرض أقمته كان في عدن عام 1976 تقريباً وكان عن الأطفال. * ماذا عن مشوارك مع السينما؟ - أخرجت أربعة أفلام وشاركت كمدير للإنتاج في 42 عملاً مع فنانين يمنيين وعرب وأجانب وكلها عن اليمن الديمقراطي عدا واحد عن فلسطين بعنوان كفر شوبا وآخر عن النفط وأمن الخليج عام 77 وآخر الأفلام عن الزلزال الذي تعرضت له الباكستان عام 2005 تحت عيون غير متفائلة. * متى كان آخر معرض للصور أقمته وأين؟ - آخر معرض للصور كان في الشارقة 2010م عن سلطنة عمان وقد أقيم في النادي الثقافي العربي. * ما هي أمنيتك التي تتمنى تحقيقها أو تعمل من أجل تحقيقها حالياً؟ - أتمنى أن أؤسس كياناً للفنانين العرب يجسد طموحهم ويقدمهم للعالم وممكن يكون مقره إنسانيا في أي مكان في العالم وقد أسست الجمعية الأمريكية للفنون الجميلة واستخرجت لها ترخيصاً رسمياً وأنا رئيسها والجمعية مفتوحة لكل المبدعين وأيضا عضويتها متاحة لمن هم خارج الولاياتالمتحدة ومن خلال هذه الجمعية سنقدم المساعدة للمبدعين العرب على إيصال إبداعهم إلى العالم عن طريق أمريكا ولديهم ما يقدموه فالمبدع العربي جدير بالعالمية وأن يرى إبداعه النور عالمياً وبالمناسبة أتيحت فرصة حضور معرض فني في جدة لعدد من المصورين والتشكيليين السعوديين واطلعت على أعمال إبداعية وتتمتع بكافة مقاييس العالمية وأتمنى أن ينال هؤلاء المبدعون فرصتهم بالوصول إلى العالم. * هل هناك صورة أو صور تعتز بها أكثر من غيرها؟ - أعتز بكل صوري لكن هناك عملين صورة طفلة ابنة صياد في المهرة تشبه لوحة الطفل الباكي وقد نشرت غلاف مجلة فن التصوير في لبنان 1970 وأخرى نادرة لم يلتقطها غيري لمدينة شبام التاريخية في حضرموت والانعكاس وحصلت عليها جائزة في أمريكا عام 1999م ونشرت ضمن كتاب أفضل مصوري العالم لعام 99 وهي المسابقة التي اشترك فيها أكثر من 29 ألف مصور من جميع أنحاء وفاز فيها أقل من 5% من المشاركين وطبعا هناك صور لي استخدمت من قبل الأممالمتحدة وعلى الطوابع البريدية والعملة الوطنية في اليمن. * ما هو أول معرض يمثل محطة هامة في حياتك؟ - اعتبر المعرض الذي أقمته عن اليمن في سلطنة عمان عام 1992م بدعوة من معالي وزير الإعلام العماني الأستاذ عبد العزيز الرواس هو أول معرض مثل انطلاقة جديدة في حياتي ومثل مرحلة هامة ابتدأت بعدها مراحل أخرى وأول معرض عن بلد عربي كان عن عمان أيضا أقمته في ظفار بعمان بعد أن أتيحت لي فرصة التصوير لمدة شهرين في أنحاء مختلفة من عمان وانتقلت به إلى اليمن في صنعاء وعدن عام 93 وطبعا تم ذلك بترتيب ومساعدة وزارة الإعلام العمانية. * هل سبق لك أن أقمت أي معرض في المملكة العربية السعودية؟ - نعم أقمت 3 معارض في المملكة معرض عن اليمن في جدة عام 2008 وافتتحه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن محمد بن سعود وكان برعاية ودعم من الدكتور محمد بن عبود العمودي ومعرض في الرياض كان بعنوان وطني العالم وأقيم على هامش بطولة العالم للبولنج أيضا في نفس العام وافتتحه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الحكيم بن مساعد وقد عرضت فيه أكثر من مائتين لوحة من العالم وشاركت في معرض مع فنانين سعوديين في جدة في نفس العام والآن أعد لمعرض عن المملكة سيتم افتتاحه هنا في الرياض ثم ينتقل إلى جدة ومنها إلى أمريكا حيث سيطوف عدداً من الولايات. * نتوقف قليلاً عند مشروع المعرض الخاص بالمملكة هل يمكن أن تحدثنا عنه؟ - طبعاً هي أمنية راودتني من قديم أن أحظى بتصوير الحرمين الشريفين أعظم المقدسات على وجه الأرض وتعززت هذه الأمنية أكثر بعد بقائي في أمريكا لأني أريد أن أقدم بالصورة تعريفاً عن المملكة من حيث احتضانها لأهم المقدسات ومن حيث النهضة الحضارية التي تعيشها ومن حيث الجوانب الإنسانية ومن حيث التاريخ والتراث وقد أتيحت لي فرصة التصوير خلال زياراتي السابقة لكن ما زال هناك جوانب لم تكتمل ومناطق أود تصويرها مثل مدائن قوم صالح والأخدود والعلا إلى جانب بعض الأماكن التي تمثل أهمية يجب التعريف بها وأتمنى أجد الدعم من الجهات المختصة كما أطمح أن يتم هذا العمل تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب البصمات المعروفة في مجال تنمية السياحة وحماية الآثار وأسعى ايضاً إلى المشاركة في مهرجان الجنادرية لما يحتوي عليه من كنوز التراث في المملكة. * كلمة أخيرة تودون قولها؟ - لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن محمد الذي قدم لي الدعوة لزيارة المملكة وهو بجد راع للفنون والفنانين وأشكر كل أبناء المملكة هذا الشعب الكريم المضياف الذي أحس بتعاملهم الودود معي أينما اتجهت.